Saturday June 7, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ماذا تفعل 38ألف ليرة في الشهر لمعلم المدرسة؟

  ماذا تفعل 38ألف ليرة في الشهر لمعلم المدرسة؟

لم تكن أباً لتفرح لي ولا قريباً لتحزن على حزني بل كنت رسولاً ملهماً لحظة ضعفي وفرحي، تنحني الأبجدية أمام رسالته و ويتلعثم اللسان عند ذكر لقبه.

إنه المعلم الذي لم يخلق للرفاهية  بقدر ما هو صانعها وراسمها على وجوه طلابه، حبره الذي امتزج بعرقه راوياً ظمأ كل طالب علم، لكنه في بلدي يبحث عن قوت يومه ليبقى واقفاً على مسرح الصف الذي أخرج ساداتنا المعنيين بالعملية التعليمية.

لم يسمع مدير التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم أن دخل المواطن السوري يحتل ذيل الترتيب عالمياً، هل كان غافلاً عن الأزمة التي أرهقت البلاد والعباد أم كان مهاجراً!!

تالله عليك يارجل ماذا تفعل (38) ألف ليرة في الشهر لأستاذٍ في مدرسة حكومية عانت من الحرب ما عانته أُمٍ فقيد، أستاذٌ في صفٍ انفجر من اكتظاظ طلابه، فهو الرجل الوحيد الذي علّم الأجيال في أزمة الأخلاق التي نعيشها بدلاً من هدمها.

و بحكم أنها وزارة التربية قبل التعليم لذا هي حريصة على تربية وتأديب المذنب المتهم بإعطاء الدروس الخصوصية وملاحقته قبل الفرار، فـوفقاً للأنظمة والقوانين الصارخة تم تشكيل ضابطية عدلية للبحث عن المتهمين بزيادة دخلهم في حال تلقي الشكاوي من عدمها، و وضعت غرامة تصل لـ(500) ألف ليرة في حال وجد المعلم متلبساً.

" الله يقصف عمر هالرزقة شو مرة.. راتبي مابكفي.. قلنا منعطي دروس خصوصي " عباراتٌ نطق بها ياسر العظمة في مرايا 88، لسانه الذي نطق جوهرة عبرت عن حال أستاذٍ يضرب حائط صفه بباحة مدرسته لكي يحافظ على هيبته دون أن يلجأ إلى تدريس طلابٍ كسالى مقابل أجر مادي يُعين به دخله الشهر.

بناء المجتمع علمياً لا يبدأ بملاحقة الضحية ولا بتشكيل ضابطية، يبدأ بتحسين الوضع المادي للمعلم الذي يعتبر الجندي المجهول نظراً لتأثيره على أكبر شريحة في مجتمعنا السوري،  بسماع صوت معاناته وتلبية متطلباته تكسب الرهان في المعركة التعليمية.

سيدي المعلم أوصيك خيراً بأولادنا واستميحك عذراً أيها المُكرّم من الرسول الكريم، امضِ بطريقك وكنّ الربان المنقذ لسفينة الطلاب التي تغرق بقرارات وزارتها الحريصة على الأمانة العلمية، فاصبر على وجعك وافتخر بأنك أنت أهلٌ للأمانة.  

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: