Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

البشير في سوريا.. "سمعي يا كنة وافهمي يا جارة"

البشير في سوريا.. "سمعي يا كنة وافهمي يا جارة"

جوني دوران

"يتمنعن وهن راغبات"، هو الوصف الأمثل لحال الدول الخليجية التي بدأت تنظر إلى مقاربة الملف السوري بطريقة مختلفة على اعتبار أن معركة "كسر العظم" السياسية بين "الرياض" و"أبو ظبي" من جهة و"الدوحة" و"أنقرة" من جهة ثانية في أوجها، ولعل الساحة السورية هي الأبرز في عملية "شد الحبل" و"العض على الأصابع" بهدف تصفية الحسابات، في ظل ارتباط الدول الآنفة الذكر بحيثيات هذا الملف.

الرئيس السوداني "عمر البشير" حط الرحال في العاصمة "دمشق"، لزيارة نظيره السوري "بشار الأسد"، في لقاء يحمل في طياته العديد من الرسائل الخارجية قبل الداخلية أي أنه بمثابة "رسالة عابرة للبلدان"، خاصة فيما يتعلق بمعارك الشمال السوري المعقدة، والتي يصف البعض فيها الحسابات بأنها أشبه "برقعة شطرنج"، وأي تحرك في هذه المنطقة له أبعاده وصداه الإقليمي.

اللقاء الذي تم في "قصر الشعب"، ورشح منه القليل من المعلومات، ترى فيه مصادر مقربة من "دمشق" بأنه بمثابة "أول الغيث"، فيما يتعلق بموضوع عودة العلاقات وبدء موسم "الحج" الدبلوماسي تجاه سوريا، وأن ما يحصل في العلن تسبقه العديد من المفاوضات التي تمهد إلى مثل هذا النوع من اللقاءات.

تضيف المصادر أنه "يستحيل على دولة مثل "السودان" أن تخطو هذه الخطوة دون الحصول على "فيزا" سعودية وإماراتية من أجل البحث في عدة ملفات ساخنة"، مستبعدة في الوقت الراهن "تطبيع العلاقات السورية الخليجية بشكل فوري"، لافتةً إلى أن الأمر يندرج في سياق "النكاية" السياسية بين "الرياض" وأبو ظبي" من جهة و"الدوحة" و"أنقرة" من جهة أخرى، على مبدأ "سمعي يا كنة وافهمي يا جارة"، بالإضافة إلى مشاورات تتعلق بمعارك الشمال السوري والعملية التركية المرتقبة هناك، حيث تحدثت بعض المصادر الإعلامية عن وجود "ضباط سعوديين" و"إماراتيين" في مناطق "شرق الفرات"، وهو ما دفع الأخيرة لتلويحها بعمل عسكري على الشريط الحدودي.

رجع الصدى الإعلامي هو الأبرز من لقاء "الأسد" و"البشير" بالنسبة للعديد من الدول الخليجية في ظل حسم ملف اللجنة الدستورية السورية، وبالتالي الوصول إلى "الدخان الأبيض" الذي يشي بالحل في سوريا، وبالتالي لا بد من عملية "جس نبض" في وقت تتحدث فيه المعلومات عن مفاوضات لافتتاح السفارة الإماراتية في "دمشق".

هذه الزيارة "المفاجئة"، تأتي في وقت "غمزت" فيه "أنقرة" باتجاه الحكومة السورية، وجاء ذلك على لسان وزير خارجيتها "مولود جاويش أوغلو" من العاصمة "الدوحة"، حيث اعتبر أن بلاده يمكن لها أن تتعاون مع "الأسد" في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، والمتابع للتصريحات التركية على مر الحرب السورية، والتي كانت تتميز بالتشدد حيال موقف الرئاسة السورية، يعلم جيداً أن هناك "غزل" مبطن لـ"دمشق" من بوابة هذا التصريح، في محاولة لاستمالة "الطرف الأقوى" في سوريا.

إذا، بدأت تظهر انعكاسات الأزمة الخليجية جلياً في الملف السوري، والذي بات يشكل "بيضة القبان" في هذه المواجهة "حامية الوطيس"، ولعل الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: