البرد يلسع رضع سوريا

جميلٌ هو منظر المطر في الشتاء.. من وراء شباك متعرق مع كوب قهوة يتبخر من سخونته البالغة، أما  خيام المهجرين في الحسكة فلم تعش الشتاء على هذه الطريقة، بعد عاصفة ضربت سوريا اقتلعت خيام النازحين واقتلعت أرواحهم معها.

توفيت عائشة الرمضان رضيعة عثر عليها متجمدة في مخيم الهول جنوب الحسكة، واليوم رضيع آخر يموت بسبب البرد القارص ونقص الرعاية الصحية في مخيم المبروكة بريف الحسكة الغربي، وأطفال آخرون من ذات المخيم نقلوا إلى مشفى رأس العين وذلك نتيجة البرد وسوء التغذية.

كما توفيت رضيعة (سبعة أشهر) نتيجة البرد في مخيم شمال مدينة إدلب، البرد ذاته غيب طفلين من مخيم الركبان للنازحين على الحدود السورية-الأردنية.

تضررت أكثر من 6500 عائلة في مخيمات الشمال السوري، بسبب العاصفة المطرية التي تضرب المنطقة، حيث جرفت مياه الأمطار أكثر من 220 خيمة، فيما غمرت المياه ما لا يقل عن 550 خيمة، في مخيمات محافظتي إدلب وحلب.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من تدهور الوضع الإنساني في سوريا خلال الشتاء، كما وصف منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، وضع الأطفال في سوريا بقولها إن «سوريا تعد الآن من أخطر المناطق في العالم بالنسبة إلى الأطفال»، ولكن ما زالت كلا المنظمتين تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه الأوضاع كل ما يحدث.

كل هذه الأروح قطع البرد أنفاسها كما قطعت سُبل مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء وتدفئة عن هذه المخيمات التي هجرت الحرب أهلها، وتركتهم بلا مأوى يقرص البرد أرواح أطفالهم ليرحلوا إلى مأوى السماء لعله يكون أكثر دفئاً.

 

المصدر: خاص