Friday April 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الأطفال في سوريا.. وجوه جديدة تحمل نتاج الحرب!

الأطفال في سوريا.. وجوه جديدة تحمل نتاج الحرب!

تشكل الأمية التحدي الأكبر للدول والشعوب لأنها تعرقل عملية التنمية البشرية التي تمثل مفتاحاً للتنمية الشاملة برمتها لذلك تجهد جميع الدول والمنظمات الدولية والأهلية للتخلص من الأمية عبر برامج واستراتيجيات لنشر وتأمين التعليم للجميع.

لكن أكثر من ثلث أطفال الحرب في سوريا باتوا يواجهون خطر التحوّل إلى جيل أمّي أو في أحسن الأحوال من غير المتعلمين بالكاد يعرفون القراءة والكتابة، بحيث تشير التقديرات إلى أن 2.8 مليون طفل غير مسجلين في المدارس في سوريا ودول الجوار من أصل 8 مليون طفل سوري. 

وبالرغم من حملات التوعية والتشجيع لعودة الأطفال إلى المدارس، إلا أن أغلب الأطفال لم ينالوا حظهم من هذه الحملات، ناهيك عن الأطفال الذي التحقوا بمدارسهم مؤخراً، والصعوبات التي يواجهونها بالالتحاق ضمن فئاتهم العمرية، واللغات الأجنبية التي فرضت عليهم بإعادة التأسيس من الصفر. 

وكانت «اليونيسيف» في آخر تقرير لها حول تعليم الأطفال قد أعلنت أن 2.1 مليون طفل سوري يعيشون خارج مقاعد الدراسة في سوريا، بينما يقدّر عدد المتسربين من مواطنيهم في دول الجوار التي لجأوا إليها بنحو 700 ألف، ويتوزعون بين لبنان وتركيا والعراق ومصر، وفقاً للمتحدثة باسم المنظمة.

ولأن الأطفال من أبرز الفئات التي تتأثر بالحرب السورية، إذ يعتمد كثير من الأسر، نتيجة الفقر وغياب البديل، على ما يجنيه الأطفال من عملهم كمورد رزق رئيسي، حيث اضطُرّ كثير من الأطفال في ظل الحرب السورية وتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي إلى دخول سوق العمل رغم صغر سنّهم لإعالة أنفسهم وأسرهم، مؤجّلين أحلاماً هي من أبسط حقوقهم، مِمَّا خلّف آثاراً سلبية على هؤلاء الأطفال، وجعلهم عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، وحرمهم حقَّهم في التعليم. 

تتعدد المسببات الدافعة إلى خروج الأطفال إلى العمل، ومن أهمّها الفقر وصعوبة الحياة المعيشية، أو فقدان العائل لموت أو اعتقال أو إصابة، كما أن الحرب والنزوح واللجوء كلها عوامل تنتج عنها ظروف اقتصادية صعبة، مِمَّا يدفع الأطفال إلى العمل للإسهام في تلبية الحاجات المعيشية للأسرة. 

وتتنوع الأعمال التي يؤدِّيها الأطفال رغم صغر سنّهم، سواء في المعامل أو المخابز أو محلات تصليح السيارات، أو العمل بائعين جوَّالين في الشوارع.

فهل سنشهد جيل جديد من الأطفال يجمع بين الأمية والتشرد في سوريا.. أم يحمل بين طياته مفرزات الحرب اقتصادياً، ونفسياً؟.

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: