Monday April 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الأخطاء الطبية في سوريا.. مسلسل مكسيكي.

الأخطاء الطبية في سوريا.. مسلسل مكسيكي.

حبيب شحادة

 لا يزال مسلسل الأخطاء الطبية في مشافي دمشق وغيرها من المحافظات مُستمر، ولا يكاد ينتهي خبر حدوث خطأ طبي قاتل بحق أحد المرضى حتى يظهر خبر أخر لخطأ طبي كارثي أكثر من سابقه. ومن فداحة الأخطاء الطبية التي تنتهي بصاحبها ما بين الأكثر رحمة، ألا وهو الموت، وما بين السبات الأبدي مع البقاء على روح صاحبها، يدفع المرضى وذويهم تداعيات تلك الأخطاء التي أصبحت قاعدة بدل أن تكون استثناء.

حيث لا تقتصر تلك الأخطاء على العمل الجراحي، بل تتعداها إلى ما هو خطأ في التشخيص، يَدفع المريض نحو مُضاعفات صحية كان بغنى عنها، لو لا وقوعه تحت يد طبيب بدون خبرة، أو ربّما بدون ضمير.

أبو جهاد أحد موظفي القطاع العام، لجأ إلى مركز طبي يُؤمنه له التأمين الصحي " مركز نقابة المعلمين"، نتيجة تعرضه المتكرر لانعدام التوازن، وارتفاع الضغط، ولسوء حظه كان في انتظاره الدكتور (م. ابراهيم) اخصائي القلبية، الذي قرر مباشرة إجراء عملية القسطرة القلبية.

وبعد إجراء القسطرة، يضيف أبو جهاد، "رغم قولي للدكتور (م. إبراهيم) بأنني أعاني من انحلال الدم منذ الطفولة"، إلا أنّ الدكتور وصف له دواء يتعارض مع وضعه الصحي. وما كان من أبو جهاد أن يكتشف ذلك، إلا بعد معاناته الشديدة من ذاك الدواء الموصوف له، والذي دفعه للذهاب لدكتور أخر.

ومع ذهاب أبو جهاد لدكتور أخر، استغرب تلك البقع الحمراء تحت الجلد المنتشرة في عدة أماكن من جسد أبو جهاد وكأنّه نزيف تحت الجلد كما وصفه الدكتور، الذي قال لأبو جهاد، "بإنّ هذه البقع سببها تناوله لدواء (نور غريل بلاس) والذي يسبب تميع الدم"، وربّما يؤدي بأبو جهاد إلى الموت كونه يعاني من انحلال الدم. لكن القدر أنقذ أبو جهاد بعد عدة أشهر من تناوله لدواء يُميّع الدم بوصفة طبية من أخصائي قلبية، يعلم أنّ مريضه يعاني من انحلال الدم.

للقدر رأي أخر رغم الخطأ القاتل الذي ارتكبه الطبيب، والذي أبقى أبو جهاد على قيد الحياة، لكن إلى متى ستستمر هذه الأخطاء بحق أبو جهاد وغيره من الناس البسطاء الذين يسعون للانتصار على أمراضهم، فيجدون أنفسهم بين يدي أطباء حَوّل مهنة الطب من مهنة إنسانية إلى تجارية.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: