أجر المتقاعدين نصف الحد الأدنى والأدوية تستهلك ثلثيه!
أن تكون متقاعداً في سوريا اليوم، يعني أن تحتاج إلى من يعيلك... فالمتقاعدين وبعد عقود وعقود من العمل أصبحوا لا يحصلون وسطياً إلا على نصف الحد الأدنى للأجر، مبلغ لا يكفي فاتورة الدواء الشهرية! ويجعل المتقاعد الذي ليس لديه من يعيله رهناً للاختيار بين أخذ أدويته الأساسية وتأمين حاجاته اليومية الأخرى.
ارتفعت رواتب المتقاعدين في سوريا بنسبة 40% في زيادة الأجور الأخيرة، وأصبحت الحكومة عبر التأمينات الاجتماعية تدفع للموظفين السابقين من كبار السن في سوريا 25 مليار ليرة شهرياً بزيادة 7 مليار ليرة عن الرواتب السابقة، زيادة قليلة تحديداً إذا ما قارناها بأسعار الأدوية الأساسية للأمراض المزمنة التي يصرف عليها العامل المتقاعد معظم راتبه.
13 دولار شهرياً وسطي حصة المتقاعد
صرّح مدير التأمينات الاجتماعية أن عدد المتقاعدين في سوريا يقارب 646 ألف بعض منهم فقط أصبحوا يحصلون على راتب تقاعدي يماثل الحد الأدنى للأجر! بينما معظمهم لا يحصلون على هذا الحد الأدنى الذي أصبح لا يغطي الغذاء الضروري لشخص واحد.
وفق تصريحات التأمينات، فإنه وسطياً سيحصل كل متقاعد في سورية على قرابة 10 آلاف ليرة إضافية بعد الزيادة. وعملياً سيصبح وسطي الأجر التقاعدي في سوريا أقل من 40 ألف ليرة! أي 13 دولار شهرياً لكل متقاعد بشكل وسطي.
أجور أصبحت لا تستحق عناء البحث عن الصرافات، وتعب الوقوف أمامها بعد سنوات العمل والتعب.
الأمراض المزمنة في سوريا «انتشار كاسح»
التحدي الأكبر في وجه المتقاعدين هو فواتير الدواء، فالأمراض المزمنة في سوريا هي السمة العامة لمعظم من هم فوق الـ 65 عاماً، أمراض مثل: القلب والسكري والأمراض التنفسية والسكتة الدماغية والسرطان وفق توصيفات منظمة الصحة العالمية.
ومن عموم السوريين فإن 14.6% من السكان يعانون من أمراض مزمنة وفق مسح المكتب المركزي للإحصاء للسكان في عام 2019. فإذا ما كان نصف من هم فوق الـ 40 عاماً في سوريا يعانون من أمراض مزمنة، فإن النسبة أعلى بكثير بين منهم فوق الـ 65 وتحديداً ممن كانوا من العاملين لسنوات طويلة.
فاتورة الدواء الشهرية بين 25-40 ألف
في صيدليات دمشق وبعد الارتفاع الأخير الرسمي في أسعار الأدوية بنسبة 30%، فإن فاتورة شهرية لمريض واحد بالسكري والقلب أصبحت تقارب 27 ألف شهرياً، وهذه بالحدود الدنيا، وبأسعار الأدوية المحلية. متضمنة أدوية دورية مثل المميّع، والمنظّم، وخافض شحوم، ومضاد احتشاء، وخافض ضغط، وخافض سكر.
أما إذا أضفنا إليها فاتورة أدوية الربو فإنّ الفاتورة ترتفع لتصل إلى 43 ألف ليرة وأعلى من وسطي أجر المتقاعد في سوريا.
هذه الفاتورة قد ترتفع أكثر من هذا حسب شدة الحالات، فمع تراجع نسبة المواد الفعالة في الأدوية السورية يحتاج بعض المرضى إلى علب دواء أكثر شهرياً، وقد تتضاعف الفاتورة عندما يضطر المريض للجوء إلى الأدوية الأجنبية.
وعملياً بأفضل الحالات فإن فاتورة السكري وأمراض القلب تستهلك ثلثي الأجر الوسطي للمتقاعد ليتبقى له: 13 ألف ليرة كاملة يؤمن بها حاجاته الأساسية.
أرقام غير واقعية، وهي المساهم الأساسي في الارتفاع الاستثنائي في وفيات الأمراض المزمنة في سورية، وانخفاض وسطي عمر السوريين بمقدار أربع سنوات خلال عقد الأزمة الماضي.
https://www.facebook.com/105986514160132/videos/625579325088452
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: