Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أبو رفيق : سنديان اللاذقية لا يموت

أبو رفيق : سنديان اللاذقية لا يموت


يقضي العم أبو رفيق معظم وقته على شاطئ قريته "أم الطيور". وبعد 86 عام قضاها بالاهتمام بصحته وتربية أولاده والعمل لأجل مستقبلهم، يجلس يومياً مرتاح البال على مقعد خشبي يستأنس بزوّار القرية ونسيم القرية البحري.

بعد نظرة تأمّل بعينين نصف مُغمَضتين محاولاً تفحّص تفاصيل المكان، يصف أبو رفيق منظر الجبل وهو يعانق البحر في لوحة طبيعية ساحرة ب "الوطن" ، إذْ تشتهر المنطقة التي تقع فيها قرية أم الطيور إلى جانب قريتَي العيسوية ووادي قنديل بالطبيعة التي تجمع بين مرتفعات جبلية وشاطئ بحري تخترقه لمسافة طويلة، يقول الرجل الثمانيني بلغة عربية ثقيلة "الوطن هنا، وليس هناك" مشيراً بيده "البوصلة" إلى الشمال حيث الحدود التركية.

رفض أبو رفيق ذهاب أي ابن من أبنائه الخمسة إلى تركيا مع بدء الأزمة السورية رفضاً قاطعاً، على الرغم من تسهيلات كثيرة قدمتها تركيا للعائلات التوركمانية في سوريا للجوء إلى أراضيها، وإقحامها إيّاهم بالعمل المسلّح لاحقاً، فضلاً عن استخدامهم كورقة ضغط سياسية على الحكومة السورية.

يتباهى أبو رفيق في كل مجلس يحضر به بإنجازاته المحصورة بشيئين اثنين، أخلاق أبنائه وصحته، ويقول "تركيا تتعامل بلاإنسانية مع السوريين المتواجدين على أراضيها، ولا أقبل بأن يكون أولادي هناك"، مشيراً إلى القرارات التي اتخذتها الحكومة التركية في ترحيل الآلاف من اللاجئين السوريين المخالفين من اسطنبول والتضييق الشديد على العاملين السوريين. وبقدر اطمئنانه على مصير أبنائه، يتألم أبو رفيق على مستقبل كل شاب سوري خرّبته الحرب إن كان لاجئ في تركيا أو غيرها.

في حين يعجز أي شاب عن الصمود أمام قبضة يده ذات البشرة الخشنة التي تملأها تجاعيد الحياة، دلالة على صحته الجيدة وبنية جسده المتينة.

وعلى الرغم من أنّ الابتسامة عنوان لحياة أبو رفيق، إلا أنّها تشحب فور عودته بالذكريات إلى ما قبل 2011، حينما كان يقضي عدة أيام من فصل الصيف في قرية ربيعة بريف اللاذقية الشمالي (خط النار الأول مع الجماعات المسلحة قبل الوصول إلى القرى المحاذية للحدود التركية)، "أعلم أنهم حرقوا الكثير من الأشجار التي كنت أتفيأ بها، لكن سنديان اللاذقية لا يموت" بثقةٍ يقولها أبو رفيق.

المصدر: خاص رماح زوان

بواسطة :

شارك المقال: