«الأرمن».. بين كذب «قسد» ودجل «أردوغان» !
اغتيل الكاهن "هوسيب بيدويان"، راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك بالقامشلي ووالده، وذلك نتيجة لاستهدافه من قبل مسلحين مجهولي الهوية، عند المدخل الشمالي لمحافظة "دير الزور"، ضمن منطقة تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، بالتزامن مع إعادة تدوير لملف الأرمن من قبل الحكومة التركية، حيث نشرت وسائل إعلام تركية تقارير إعلامية عن إعادة افتتاح "كنيسة الأرمن"، في مدينة "تل أبيض"، بريف الرقة الشمالي، في محاولة من الحكومة التركية تبييض صفحته أمام الرأي العام العالمي فيما يخص المجازر التاريخية التي ارتكبها بحق الأرمن من جهة، والمجازر التي ارتكبها بحق السوريين خلال عمليته العدوانية التي يسميها "نبع السلام".
في شهر نيسان من العام الحالي، ومع إطلاق "أنقرة" لجملة من التهديدات ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، جنحت الأخيرة وضمن الأنشطة التي تحيي ذكرى مذبحة الأرمن على يد العثمانيين، نحو الإعلان عن تشكيل فصيل مقاتل مشكل من الشبان الأرمن في محاولة منها لتوظيف "الأرمن"، في دعايتها الإعلامية المضادة لنظام أنقرة، وشابه توجه "قسد" هذا، التوجه الذي انتهجته في توظيف "الإيزيديين"، ضمن حربها المزعومة ضد تنظيم "داعش"، فزعمت تارة بوجود فصيل مشكل من الشبان المنحدرين من هذه الأقلية ليحارب "داعش"، ومع دخول كل منطقة جديدة بدء من "الرقة" في أيلول للعام ٢٠١٧ وصولا إلى "باغوز فوقاني"، في آذار من العام الحالي، كانت تعود ملف "الإيزيديين المختطفين لدى داعش"، علماً أن "قسد"، استخدمت ملفهم والمخاطر المحدقة بهم من القوات التركية خلال العمليات العدوانية التركية التي أفضت لاحتلال مدينة "عفرين"، ومحيطها، وهذا اللعب بورقة الأقليات، حاولت "قسد"، أن تظهر من خلاله بصورة "حماة الإنسانية"، التي قد تستر بعضاً من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبتها، ناهيك عن الحماقات السياسية المستمرة حتى الآن.
إن توظيف الأرمن في الصورة الإعلامية الخادمة لتوجهات "أنقرة" و"قسد"، كل على حدى، يضع الأقليات العرقية والدينية السورية ضمن صورة نمطية يمكن ترويجها في وسائل الإعلام الغربي، فكل حملة السلاح غير الشرعي والقوات الأجنبية المعتدية، تزعم أنها تحمي أقلية أو طائفة بعينها من الأخطار المحدقة بها، وفي ملف الأرمن، يحاول الأتراك التكفير عن المذبحة التي ارتكبوها بحق أكثر من مليون ونصف أرمني، علماً أن القبائل الكردية التي كانت توالي الحكم العثماني آنذاك هي من نفذ المذبحة.
ولعل "كنيسة الأرمن" التي سارعت "قسد" لإعادة ترميمها بعد السيطرة على "تل أبيض"، في العام ٢٠١٥ بانسحاب تنظيم "داعش"، منها، كانت مادة مثيرة لشهية الكذب لدى نظام إخواني كنظام حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة ليكون بضع "مكياج"، إنساني يصبغ به وجهه عله يستر غريزة القتل الواضحة في كل التصرفات التركية داخل الشمال السوري.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: