ترامب المقامر يضيف الجولان لأوراقه
عبد الغني الحمد
لم تكد تمضي 24 ساعة على إعلان ميليشيات قسد انتصارها على داعش في الشمال الشرقي لسوريا، حتى خرج الرئيس الأمريكي بقرار سلب الضوء من "نصر قسد"، وسلطه عليه مستقطباً كاميرات وأقلام الصحافة حول العالم، دونالد ترامب يعترف رسمياً بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل منذ العام 1967.
"قسد جزء من معادلة ترامب في الجولان"، نتيجة ستكون منطقية جداً إذا ما عدنا إلى ما بعد إعلان قسد انتصارها على داعش، حيث دعت الميليشيات الحكومة السورية للاعتراف بالاستقلال الذاتي حتى قبل أن تغرب شمس يوم انتصارهم، وهنا أتى الدور على الولايات المتحدة التي قررت بمرسوم ترامب تحويل الجولان إلى ورقة تفاوض إضافية مع دمشق، والتي تتمسك بوحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية كاملة دون استثناء، وذلك ما أكده الرد الرسمي الأول الصادر من الخارجية السورية، عقب إعلان ترامب.
ارتباط مرسوم ترامب بالعمليات العسكرية التي شهدها الميدان السوري في منطقة الفرات تبدو واضحة وجليّة، وما يؤكد ذلك هو التسلسل الزمني لتلك الأحداث مع توقيت الحديث عن الاعتراف الرسمي بسيادة إسرائيل على الجولان، إذ إن واشنطن ستسعى جهدها لإطباق فكّي كماشة على سوريا، بين إسرائيل ومناطق الاستقلال الذاتي التي تسعى قسد لتحصيلها.
وفي هذا السياق، يندرج تصريح اللواء السوري المتقاعد محمد عباس الذي أكد لجريدتنا، أنه يرى في مرسوم ترامب إمعاناً في محاولة التضييق على سوريا، إذ إنها "تتعرض لحصار من خمس جبهات، الجبهة الاقتصادية والحصار البحري ضمنها، والحصار التركي في الشمال الشرقي، وحصار قسد في الشمال الشرقي من سوريا، والاحتلال الأمريكي من الجانب الشرقي، إضافة للاحتلال الإسرائيلي من الجنوب"، حيث اعتبر عباس أن هذه الحصارات تشكل ورقة ضغط أضيفت عليها ورقة الجولان مؤخراً.
اللواء عباس أشار إلى "أن أمريكا تسعى لإنهاك الدولة من خلال إلهائها بمعارك جديدة"، كما حمل المسؤولية عن استمرار واشنطن في تمرير مصالحها لغياب القرار العربي المستقل، واصفاً إياه بالتابع لقرار الولايات المتحدة، التي تسعى لفرض سياسة "أمر واقع" بإنشاء كيان كردي، إضافة للاستثمار في دور نتنياهو لتعزيز مكانته في الداخل الصهيوني بمنحه الجولان.
من المؤكد أن دمشق لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء القرار الأمريكي الأخير، لكنّ الأولويات ستحدد شكل التوجه الذي ستسلكه الحكومة السورية في قادم الأيام، فالمعارك على الساحة باتت كثيرة، والقرار أصبح أكثر حسماً من ذي قبل، خصوصاً مع اتضاح نوايا جميع اللاعبين في الملف السوري.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: