«سوريا».. بالمال تحصل على أي سلعة بـ«السوق السوداء»
نور ملحم
لم يعد شراء أي سلعة أو منتج مفقود أمراً صعباً في سوريا، فخلال جولتك بأي سوق من أسواق سوف تصادف أشخاص يروجون لبضائعهم عبر شيفرات وكلمات أصبحت معروفة للمواطن السوري، أغلب هذه المنتجات التابعة للماركات العالمية هي “مواد تجميل ومنظفات من ماركات عالمية ناهيك عن المشروبات الغازية، المواد الغذائية، الملابس، والأدوية الزراعية، كما أن أسعارها سوف تمثّل صدمةً للمتسوّق.
محسن "مهندس عمارة" مجبر على الاعتماد على السوق السوداء لتأمين الأغذية الخاصة بالأطفال لأبنته التي لم تتجاوز العامين، يقول لجريدتنا: بسبب عدم توفر الحل البديل، أقوم بشراء منتجات النسله والحليب من أحد العاملين في التهريب، لافتاً إلى عدم توفر المنتج الأصلي في الصيدليات، وفي حال توفره فستكون أسعاره مرتفعة جدا نتيجة تدهور سعر الليرة السورية.
وفي سياق متصل، تنتقل رجاء من متجرٍ لآخر، بحثًا عن الماركة الأصلية لأحد مستحضرات العناية بالوجه.
تقول رجاء لـ "جريدتنا": «يسارع التاجر لإخبارك بأن السلعة التي بين يديك هي الأصلية ويحاول إثبات صدقه عبر علامات ولصاقات ليزرية تميز عبوتها عن العبوات المزورة ليقنعك أن السعر الذي يطلبه هو السعر الحقيقي، وأن الأسعار التي تراها في أماكن أخرى تكون بضائع مزيفة، لكن هذا الكلام لم يعد ينفع فالجميع يعلم أن تلك العلامات التجارية واللصاقات يمكن تزويرها، وفي كثير من الأحيان يتم ملئ العبوة الأصلية نفسها بمادة مزورة»
وتتابع رجاء: «استعنت بأحد العاملين على خط دمشق – بيروت من أجل تأمين المادة وبسعر أرخص بكثير».
المواد الغذائية لم تسلم أيضاً من السوق السوداء حيث انتشرت المشروبات الغازية التركية هي في الأسواق وهي الأكثر مبيعاً يقول "أبو مالك" عامل على بسطة في منطقة البرامكة وسط "دمشق" لـ "جريدتنا": «كل ما تحتاجه من أطعمة وغذائيات أميركية وأوروبية وتركية وحتى عربية ممنوعة من الاستيراد تجدها لدينا بأسعار منافسة».
وعن طريقة تأمين البضاعة يؤكد أن «كل شيء يباع ويشترى بالمال، حيث ندفع مبلغاً من المال لتمرير البضاعة، فيستطيع الزبون شراء ما يريد مما هو متوافر ويستطيع التوصية على ما يريد من بضاعة غير متوافرة في السوق بالاتفاق مع أحد المهربين من أدوية ومستحضرات تجميل ليكون طلبه حاضراً في صباح اليوم التالي».
قد ينظر البعض إلى السوق كمصدر للمواد الغذائية بأسعار أقل من المحال المنتشرة في العاصمة وحتى في مولاتها، ولاحظنا مثلاً أن بعض المواد تباع خارج السوق بضعفين، في حين أنها ظاهرة اقتصادية.
مصدر من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يؤكد لـ "جريدتنا" وجود السوق السوداء ويتم إدخال البضاعة بشكل يومي لها لافتاً إلى أن الموضوع يحتاج إلى بحث وتقص، إذ ممكن وجود بعض العناصر بالفعل يسهلون دخولها، أو هناك طرق أخرى، مبيناً أنه وفي حال توجه الدوريات من وقت لآخر وضبط العاملين في هذا السوق،فأنه دائماً يرمم نفسه فوراً.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: