Tuesday April 30, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أزمة فنزويلا على طريق التدويل

 أزمة فنزويلا على طريق التدويل

«زمن الإملاء الأمريكي لن يعود إلى بلادنا .. أمام الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد»

هكذا رد الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو موروس" على إعلان رئيس البرلمان " خوان غوايدو" تنصيب نفسه رئيساً للبلاد، متسلحاً بدعم واشنطن وتصريحات مسؤوليها، إذ يبدو أن سلسلة الضغوط و العقوبات الاقتصادية الخانقة التي  تمارسها واشنطن ضد كراكاس، قد وصلت أخيراً إلى حدود شن حربٍ غير مباشرة «بالوكالة» عبر دفع المعارضة الفنزويلية لمحاولة القفز على السلطة، على نحوٍ يشبه ما  مارسته الولايات المتحدة طوال السنوات الثمانية الأخيرة، بالتعاون مع حلفائها الإقليميين من جهود لإسقاط الدولة السورية.

فصور الاحتجاجات المعارضة لمادورو غطت منذ الأمس صفحات ومواقع الوكالات والقنوات الإخبارية الغربية كرويترز،BBC، و AFP، كما سارعت الحكومات الموالية لواشنطن في اميركا اللاتينية كحكومات كولومبيا وغواتيمالا لإعلان تأييدها للانقلاب على الرئيس المنتخب، أما الجماهير الداعمة لمادورو والتي نزلت إلى الشوارع منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الانقلاب، فلا نكاد نرى تظاهراتها على وسائل الإعلام.

وكانت الولايات المتحدة قد شكلت تحالفاً سياسياً من 14 دولة في الأمريكتين الشمالية والجنوبية وهي « بيرو، والأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، وبنما، وباراغواي، وسانتا لوسيا، وكندا، وكولومبيا، وهندوراس، وكوستاريكا وغواتيمالا، وتشيلي، وغويانا» في 8 آب 2017 بالعاصمة البيروفية ليما، حيث شككت هذه الدول بشرعية الرئيس الفنزويلي، كما قامت بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي مع كراكاس، وطبقت إجراءات اقتصادية تهدف إلى التضييق على الاقتصاد الفنزويلي، فيما يشبه الضغوط التي سبق ومارستها دول مجلس التعاون الخليجي ضد دمشق منذ العام 2011.

ويبدو أن الاتجاه العام للأزمة الفنزويلية ينحو بسرعة نحو التدويل، وذلك مع وصول التصريحات الأمريكية الداعمة للمعارضة حد التهديد بالتدخل العسكري المباشر، والرد السريع الداعم دبلوماسياً لمادورو من قبل موسكو،حيث اعتبر "الكرملين" أن محاولة المعارضة الفنزويلية الاستيلاء بالقوة على الحكم مخالفةً صريحةً للقانون الدولي، مجدداً اعتبار موسكو "نيكولاس مادورو" رئيساً شرعياً للبلاد.

وأشار المتحدث باسم "الكرملين" إلى أن موسكو تتابع بعناية بالغة تطورات الوضع في فنزويلا، معرباً عن «قلق الجانب الروسي إزاء هذه المستجدات، لا سيما فيما يتعلق بالتصريحات التي تظهر تدخل قوى خارجية في شؤون فنزويلا الداخلية» على حد وصف المتحدث الرسمي الروسي.

يحدث هذا فيما يستمر تنظيم المظاهرات المعارضة و المؤيدة لمادورو في مختلف أرجاء فنزويلا، دون أن تخلو من اشتباكات وأعمال عنف وشغب أودت بأرواح 16 شخصاً على الأقل حتى الآن.

وفي تطور لافت، ورداً على رفض الدبلوماسيين الأمرييكيين الامتثال لطلب الرئيس مادورو مغادرة البلاد، أعلن "ديوسدادو كابيلو" رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية الفنزويلية أن أفراد السفارة الأمريكية في كاراكاس يخاطرون بالبقاء من دوم غاز وإنارة، إذا امتنعوا عن العودة إلى بلادهم.

اقليمياً يستفيد المنقلبون على مادورو من حالة الانحسار التي شهدها المد اليساري في قارة أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، والتي حملت إلى السلطة في بلدان تلك القارة حكوماتٍ يمنية موالية لواشنطن، لذلك أعلنت عدد من دول أمريكا الجنوبية، اعترافها بـ "خوان غوايدو" رئيساً انتقالياً لفنزويلا، فصدرت بيانات في هذا السياق عن كل من رئيس الباراغواي "ماريو عبده بنيتيز" والرئيس الكولومبي "إيفان دوكي" والرئيس البرازيلي "جاير بولسونارو" ورئيس تشيلي "سيباستيان بينيرا"، وعن وزارة خارجية البيرو.

بالمقابل أعرب الرئيس الأرجنتيني "ماوريسيو ماكري" عن دعمه لـ "خوان غوايدو" والاعتراف به رئيسا لفنزويلا، وأصدر كل من رئيس الإكوادور "لينين مورينو" ورئيس كوستاريكا "كارلوس كيسادا" ووزارة خارجية غواتيمالا، بيانات بنفس المعنى داعمةً لمادورو.

وقبل ذلك أعلنت الخارجية المكسيكية أنها لا تعتزم تغيير سياساتها تجاه فنزويلا في الوقت الحالي، ولا تزال تعترف بنيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: