عندما تطرق الحرب باب البيت

 

أصوات إطلاق نار تقترب.. لا تدري هل الهرب أسلم لعائلتك أم الاختباء.. اتخاذ القرار الصحيح في هذه الظروف مسألة حياة أو موت..

 

(The Right choice)  "الخيار الصحيح"، هو فيلم جديد بتكنولوجيا الواقع الافتراضي، يضع المشاهدين في جوار عائلة سورية محاصرة تحت وطأة حرب المدن، ويستعين بتجربة محاكاة لجعل المشاهدين يدركون ما هي حرب المدن وتأثيراتها على حياة البشر على أرض الواقع.

جرى تصوير الفيلم في "لبنان" بتوجيه ودعم من العاملين في اللجنة الدولية "بسوريا"، وهو إنتاج مشترك بين "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، ومشروع Daydream Impact الذي أطلقته شركة "غوغل" ووكالة "Don't Panic لإنتاج المحتوى الإبداعي.

يدشّن الفيلم أسلوباً جديداً من السرد الروائي التفاعلي،  ويضع المشاهدين في تجربة يضطرون فيها إلى اتخاذ خيار مواجهة الهجوم، لكن دون أن تفضي الخيارات المتاحة إلى نتيجة إيجابية برسالة أن الحرب لا تترك للمدنيين غير الخيارات السيئة.

الفيلم يمثل باكورة استخدام الواقع الافتراضي التفاعلي في القطاع الإنساني، حيث يشارك المشاهد من خلاله بشكل فاعل في تشكيل مسار الأحداث بالنسبة للمدنيين العالقين بمنطقة الحرب، وهو يهدف من خلال استطلاع ردود فعل المستخدمين، إلى تحسين إدراك الجمهور لماهية حرب المدن، والوقوف على مدى تأثير الواقع الافتراضي في السلوكيات والكيفية التي يساعد بها في بناء جسور من التعاطف مع المتضررين.

مدير مشروع The Right Choice باللجنة الدولية، "كريستوفر نيكولاس"يقول: "ينقل الواقع الافتراضي المشاهدين من الأجواء المريحة في بيوتهم ليعايشوا أجواء الرعب بأسلوب يتسم بالقوة والعمق، والسؤال الذي يطرحه الفيلم هو: ماذا ستفعل إذا تعرضت لهجوم؟ لقد أردنا تقديم تجربة قصيرة ودرامية، ومقنعة وواقعية في الوقت ذاته، وكان هدفنا هو أن يعايش الأشخاص، الذي ليست لديهم أي فكرة عن النزاعات في المدن، أجواء هذه الفظائع على حقيقتها".

أما "سارا ستيل"، المسؤولة عن برنامج الواقع الافتراضي في شركة Google فصرحت: "قد يصعب أحياناً توعية الناس بحقيقة بعض الحالات، خاصة حين تكون بعيدة، ونشعر بالامتنان إزاء اللجنة الدولية التي أبرمت هذه الشراكة معنا وسمحت لنا بتسخير الواقع الافتراضي لأجل مهمة حيوية، ألا وهي نقل صورة من واقع حالة معقّدة والإسهام في منح الأشخاص المنسيين فرصة للتعبير".

ويُبرز بحث جديد أُجري في إطار متابعة التقرير الذي نشر عام 2017 تحت عنوان "رأيت مدينتي تحتضر" الأثر الذي يخلفه القتال في مدن وبلدات سورية وعراقية على المدنيين، وبحسب هذا البحث الجديد، فإن أرواح المدنيين التي أزهقت بسبب حروب المدن في أربع محافظات في سورية والعراق (خلال الفترة من آذار/مارس 2017 إلى تموز/يوليو 2018) تفوق عدد الأرواح التي أزهقت في صفوفهم بسبب القتال المستمر أو الدائر في مناطق أخرى بثمانية أضعاف.

 

بواسطة :