"مرايا"...عندما كان للكوميديا صوت
عمر الشريف
" وقت بحضرو بنسى همومي" هذا ما يتردد على لسان كل من يشاهد السلسلة السورية الشهيرة "مرايا"، المسلسل الذي أُنتج منه 18 جزءاً، وبذلك هو أطول سلسلة تلفزيونية بتاريخ الدراما السورية، قدَم به المخضرم ياسر العظمة مختلف اللوحات التي تميَزت بالطابع الكوميدي والاجتماعي والتراجيدي، والسياسي، لامس بذلك ذائقة ومزاج المتلقي، فاستطاع ببراعته وأدواته التمثيلية التي أقل ما يقال عنها هائلة أن يُضحك الجمهور ويُبكيهم في لوحة واحدة وربما في مشهد واحد.
بدأ ياسر العظمة أول جزء من العمل في عام 1982، واستمر به حتى عام 2013، على الرغم من الانتقادات التي طالت النسخة الأخيرة من العمل لاختلافه عمَا قدَم سابقاً، وابتعاده عن البيئة السورية المحلية، حيث صوَر المسلسل بالكامل في الجزائر، إلا أنَه مازال مجرد تواجد العظمة على الشاشة يعتبر مصدر بهجة للمشاهد.
اعتُبر مرايا مفصل هام في حياة الكثير من الممثلين السوريين الذين يتمتعون اليوم بشهرة واسعة على مستوى سوريا والوطن العربي، كـ(نادين خوري، مها المصري، عابد فهد، مرح جبر، كاريس بشار، مكسيم خليل، باسل خياط، صفاء سلطان، ليليا الأطرش وغيرهم الكثير)، في حين تناوب على إخراج الأجزاء كلَ من هشام شربتجي، عدنان إبراهيم، مأمون البني، حاتم علي، سيف الدين سبيعي، سامر برقاوي وعامر فهد.
ظهر مطلع عام 2000 مسلسل بقعة ضوء الذي رَغِب بأن يكرر نجاح "مرايا"، فقدَم لوحات كوميدية تعتمد على الموقف والجرأة في النقد، استطاع أن يحقق نجاحاً في بدايته، لكن ما إن تعثَر في المواسم المقبلة، ولم يحافظ على ألقه الذي استهلَ به العمل بسبب الخلافات التي ضربت أصحاب المشروع، وهذا الفرق بينه وبين مرايا، الذي استطاع العظمة أن يكون خير ربَان لسفينة مرايا، متغلباً على العديد من العثرات التي كادت أن تضرب المسلسل.
على الرغم من كثافة الحلقات التي عُرضت ضمن مرايا، إلَا أن بعض اللوحات استطاعت أن تبقى خالدة في أذهان المشاهدين، كلوحة "درس خصوصي"، "جوزي فوزي"، "موبايل أبو هشام"، "شكازولو"، "الرهان".
من العام 2013 إلى عامنا هذا يخرج سنوياً إشاعات بشروع العظمة بإعادة الدم لشرايين المسلسل، الأمنيات دائماً بتحوّل هذه الإشاعات لحقيقة، ويرجِع مسلسل "مرايا" ليعيد للكوميديا السورية هيبتها وعنفوانها بعد أن استبيحت من قبل أنصاف المواهب.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: