دوري أبطال اوروبا .. ملحمة لم تنته بعد6
وسام الحداد
في السادس والعشرين من آب/أغسطس من العام 1959 انطلقت كأس أوروبا للأندية بنسختها الخامسة، والبطل الأوحد للبطولة إلى حد الآن ريال مدريد يدخل البطولة بكل ثقة بفريقه الناري ونجوم خط الهجوم الأسطوري.
في هذه النسخة عاد فريق أولمبياكوس اليوناني للمشاركة بعد الانسحاب في العام الذي مضى، وبحسب نظام البطولة مرة أخرى شهدت البطولة مشاركة فريقين من اسبانيا، وكان في هذه النسخة فريق برشلونة برفقة ريال مدريد والطامح لمداعبة إنجازات غريمه ريال مدريد.
من جهة أخرى شارك فريق فرانكفورت آينتراخت الألماني للمرة الأولى في البطولة بعد إحرازه بطولة الدوري المحلي، بفريق جل لاعبيه كانوا في صفوف المنتخب الألماني والحائز على كأس العالم 1954وعلى رأسهم إريك باوملر.
الدور الأول للبطولة لم يشهد مفاجآت تذكر، فقد تجاوز ريال مدريد حامل اللقب فريق جينيس ايسش من لوكسمبورغ بـ 12-2 بمجموع المباراتين وبرشلونة سحق ميلان الإيطالي بسبعة اهداف لهدف، فيما كانت القوة الهجومية لفارنكفورت تزيح يانغ بوير السويسري 5-2.
في الربع النهائي كان طرفا اسبانيا يسحقان المنافسين في البطولة، ريال مدريد أطاح بنيس الفرنسي 6-2، وبرشلونة مزق شباك وولفرهامتون بـ 9-2.
فيما تعذب فرانكفورت بالتأهل إلى المربع الذهبي لولا هدف أروين شتاين في الدقيقة 59 من مباراة الذهاب ليتأهل 3-2 بمجموع المبارتين.
كما نجح فريق رينجرز بالتأهل للنصف النهائي كأول فريق اسكتلندي يصل لهذه الأدوار.
في النصف النهائي عوض فرانكوفورت خيبة التسجيل في الربع النهائي وسحق خصمه رينجرز بـ 12-2 6-1 بالذهاب و 6-3 بالإياب.
أما الأراضي الإسبانية كانت على موعد بأول لقاء بين برشلونة والريال في البطولة القارية الأكبر.
ريال مدريد أزاح خصمه الكتلوني بالتثبيت، ثلاثة أهداف ذهابا ومثيلتها إياباً تناوب على تسجيلها مثلث الرعب الريالي. بوشكاش ثلاثة أهداف – دي ستيفانو هدفين وخينتو هدف، ليضرب ريال مدريد مرة أخرى موعدا في المباراة النهائي وهذه المرة مع فريق ألماني آينرخت فرانكفورت.
في ملعب هامبدن بارك بمدينة غلاكسو الأسكتلندية، اجتمع 127 ألف متفرج ليشاهدوا النهائي الاسباني الألماني.
ريال مدريد البطل الأوحد بقوته الهجومية، وفرانكفورت بنجوم منتخب المانشافت، وكما كان متوقعا نهائي شهد غزارة تهديفية من الطرفين، فالفريقان يعرفان كيف يسجلان ولكنهما لا يعرفان كيف يدافعان، وافتتح كيرب التسجيل للألمان في الدقيقة 18، لينهال دي ستيفانو وبوشكاش بالتسجيل بشباك فرانكفورت مسجلين سبعة أهداف قبل أن يقلص النتيجة بهدفين لينتهي النهائي الخامس بفوز ريالي 7-3 . فوز ملكي خامس على التوالي ويدخل دي ستيفانو التاريخ بكونه سجل في النهائيات الخمسة كلها.
خمسة كؤوس بخمسة ألقاب بخمسة إنجازات، الحلوة البيضاء خرجت من مدريد الاسبانية لتسيطر على عالم الكرة في أوروبا، وغدا ريال مدريد البطل الوحيد في البطولة ولم يظهر بعد من قادر على إزاحة ريال مدريد من عرشه الأوروبي.
شارك المقال: