Monday May 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل نجح زيزو في استثمار جولات الليغا لمشروعه الجديد؟

هل نجح زيزو في استثمار جولات الليغا لمشروعه الجديد؟

  بقلم عماد الأميري

 

 في الحادي عشر من آذار الفائت، أعلن نادي ريال مدريد عن عودة نجمه ومدربه السابق زين الدين زيدان ليكون ربان الفريق عقب الخروج من كأس الملك أمام الغريم التقليدي برشلونة وفقدان التفوق التاريخي عليه في المواجهات المباشرة، وكذلك فقدان العرش الأوروبي بعد نحو 1000 يوم.. وحينها تساءل البعض عن الأسباب التي دعت المدرب الفرنسي للعودة مجدداً وما إذا كانت الأسباب التي جعلته يصر على المغادرة في الصيف الفائت قد زالت فعلاً؟

بالنسبة لآخرين فقد كان السؤال الأهم هو: كيف سيستثمر (زيزو) الجولات الـ11 المتبقية من عمر الدوري؟ وهل سيبدأ عملية تصحيح المسار بشكل فوري قبل إحداث الثورة الموعودة صيفاً دون الإضرار بصورة الفريق على مستوى النتائج؟

 

خاض ريال مدريد في ولاية زين الدين زيدان الجديدة تسع مباريات حتى الآن، ففاز في خمس منها وتعادل في اثنتين وخسر مثلهما، وفي تفصيل رقمي أكثر فإن انتصارات الريال الخمس تحققت جميعها في ملعب سانتياغو برنابيو، في حين أن الفريق فشل في الخروج منتصراً في أي من المباريات الأربع التي خاضها خارج ميدانه، فسقط أمام فالنسيا ورايو فاليكانو وتعادل مع خيتافي وليغانيس، علماً أنه حافظ على نظافة شباكه في ثلاث مباريات فقط.

وخلال هذه المباريات التسع جرب زيزو 22 لاعباً إضافة إلى ثلاثة حراس مرمى (من بينهم ابنه لوكا زيدان)، وكان الفرنسي فاران والبرازيلي مارسيلو الأكثر تواجداً حيث لعبا لـ90 دقيقة في ثماني مباريات وغاب كل منهما عن مباراة واحدة، وكان بنزيمة حاضراً في كل المباريات أيضاً قبل أن يتعرض للإصابة ويغيب عن آخر جولتين..

أربعة لاعبين آخرين شاركوا في ثمانٍ من المباريات التسع (ولكن بدقائق متفاوتة) وهم إيسكو، أسينسيو، غاريث بيل ولوكاس فاسكيز..

بالنسبة لحامل الكرة الذهبية لوكا مودريتش والذي تشير التقارير إلى أن زيزو ليس راضياً عن مستواه بشكل عام فقد لعب ست مباريات كأساسي ولكنه أكمل ثلاثاً منها فقط، في حين أن الألماني توني كروس قد لعب 7 مباريات منها خمس كأساسي وأكمل ثلاثاً منها فقط حتى صافرة النهاية.

 

لم تختلف الصورة كثيراً ما بين لحظة وصول زين الدين زيدان في المرة الأولى في مقعد بدلاء الريال وما بين المرة الحالية، فالتشاؤم وعدم الثقة بقدرة المدرب الفرنسي على انتشال الفريق من مستنقعه الحالي تبدو سمة مشتركة..

الفوز بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات متتالية (على أهميته القصوى) إلا أنه أصبح أمراً من الماضي، وصعود الغريم التقليدي برشلونة مجدداً إلى الواجهة من خلال هيمنته على لقب بطولة الدوري وتتويجه باللقب للمرة الثامنة في العقد الأخير واقترابه من تحقيق الثلاثية التاريخية للمرة الثالثة (في إنجاز لا يملكه الريال حتى الآن ولو لمرة واحدة) تجعل الكثيرين في حالة من القلق والترقب، ولاسيما أن الأسباب التي جعلت (زيدان) يغادر القلعة البيضاء تبدو وكأنها موجودة بالفعل حتى الآن.. إذ يعلم الجميع أن النادي الملكي لا يملك مديراً رياضياً في الوقت الحالي، وأن التعاقدات مع اللاعبين يديرها شخصان فقط يتمثلان برئيس النادي فلورنتينو بيريز والمدير التنفيذي خوسيه أنخيل سانشيز، إلى جانب عدد من المستشارين (الاقتصاديين وليس الرياضيين)..

أما دور المدرب في هذا المجال فقد كان محدوداً للغاية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتجديد العقود أو السماح للاعبين آخرين بالمغادرة.. وعلى الرغم من أن بعض القرارات بدا ناجحاً في فترة من الفترات إلا أن هذا الأمر دمر الفريق تماماً في الصيف الفائت، وأوصله إلى ما هو عليه الآن وخاصة بعد رحيل ماكينة الأهداف كريستيانو رونالدو.

 

في الصيف الفائت قال زيزو في كلمته الوداعية: (أغادر لأنني أشعر أنني غير قادر على المحافظة على مستوى النجاح المطلوب مع هذه المجموعة من اللاعبين)..

كان المدرب الفرنسي يعي جيداً أنه إذا لم يمسك بزمام الأمور بشكل كامل، فإنه سيعرف موسماً كارثياً، ولم تخرج النتائج الحالية للريال عن دائرة توقعاته، ليبقى السؤال الحائر وسط سيل من التقارير الإعلامية التي تربط عدداً من نجوم العالم بالنادي المدريدي أمثال هازارد وبوغبا إضافة إلى إيكاردي ولاعبين آخرين، بعيداً عن صفقة الهداف الكرواتي لوكا جوفيتش التي أنجزت بالفعل:

هل سيتم تدعيم صفوف الفريق لتصحيح مساره وفقاً لرؤية (زيدان) فعلاً أم أن ثورة اللاعبين التي ينتظر أن تحصل صيفاً والأرقام الفلكية التي يتم تداولها هي من بنات أفكار الرئيس فلورنتينو بيريز الذي يعد العدة لحقبة (غالاكتيكوس) جديدة؟

 

شارك المقال: