جدل كبير حول منشأ فايروس كورونا

جدل كبير يدور حول أصل الفيروس التاجي (كورونا) الجديد منذ أن تفشى في ديسمبر الماضي في مدينة ووهان الصينية، والذي حصد أرواح الآلاف، وأصاب نحو ربع مليون شخص في مختلف أنحاء العالم.  

العلماء انشغلوا بمكافحة هذا الوباء القاتل، في وقتٍ أثار جدلاً واسعاً حول منشأه، حيث تعرض الفايروس إلى طفرة حولته لقاتل يمتلك القدرة على اختراق خلايا البشر، إلا أن تقريراً نشرته المجلة الأمريكية المتخصصة Nature يسلط الضوء على "نظرية المؤامرة".

هذا التقرير نُشر في 12 نوفمبر 2015، وأفاد بأن علماء أمريكيين خلّقوا في المختبر نسخة هجينة من فيروس تاجي للخفافيش على علاقة بفيروس يسبب مرض "سارس"، أي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة.

المجلة أوضحت قبل نحو 5 سنوات "أن العلماء فحصوا فيروسا يسمى "SHC014"، عثر عليه في خفافيش حدوة الحصان بالصين، حيث جمع هؤلاء العلماء بين البروتين السطحي لـ"SHC014" مع فيروس سارس، وخرجوا بفيروس جديد زوده البروتين السطحي ببنية تساعده على اختراق خلايا الجهاز التنفسي البشري، كما ثبت أن هذا الفيروس يتسبب في مرض الفئران، لكنه لا يقتلها".

وفي هذا الشأن تحدث متخصصون وفقاً للمجلة قبل ذلك في عام 2013 عن نجاحهم في عزل فيروس تاجي يعيش في أجسام الخفافيش له القدرة على اختراق الخلايا البشرية، حدث ذلك على الرغم من التأكيد على أن جميع الفيروسات التاجية لا تستطيع إصابة البشر بالعدوى.

وتوصل الباحثون من ذلك إلى نتيجة مقلقة تقول «إن الفيروسات التاجية في الخفافيش، التي يمكنها إصابة البشر مباشرة من دون المرور بجسد حيوان مضيف لها، قد تكون أكثر شيوعاً مما كان يعتقد في السابق».

بالمقابل حذر علماء آخرون من أن المعلومات التي تم الحصول عليها من هذه التجربة العملية لا تبرر "المخاطر المحتملة".

عالم الفيروسات في معهد باستور في باريس، سايمون واين هوبسون، علق على أنباء ابتكار العلماء لفيروس جديد ينمو بشكل جيد في الخلايا البشرية، قائلاً «إذا تسرب الفيروس فلا يمكن لأحد أن يتنبأ بمساره».

وكانت الحكومة الأمريكية قد فرضت في أكتوبر 2014 وقفاً اختيارياً للتمويل الفدرالي لمثل هذه الأبحاث على الفيروسات التي تتركز تحديداً على "تعزيز الوظيفة" وخاصة تلك المسببة لأمراض خطيرة مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، المرض القاتل الذي يسببه فيروس ينتشر بشكل متقطع من الإبل إلى البشر.

 

المصدر: وكالات