Tuesday November 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«كورونا» السياسي!

«كورونا» السياسي!

لم تمنع خطورة الوباء المتفشي على مستوى العالم من التجاذبات السياسية، وكَيل الاتهامات بين الأطراف الدولية، والاستغلال السياسي والاقتصادي.

أطلق ترامب على الوباء اسم "كورونا الصيني"، واتهمت بكين الجيش الأمريكي باحتماليه نقله الفيروس إلى ووهان، مركز تفشي الوباء.

استغلت دول أوروبا الغربية الوباء لاتخاذ إجراءات انتقائية ضد روسيا، "الجار العدو"!، علماً أن روسيا أقل الدول الأوروبية إصابة بالفيروس المستجد، فيما تفرّغ الإعلام الروسي للحديث عن مؤامرة غربية عليه، وباتت مهمة المسؤولين في موسكو نفي الشائعات.

وخلال إعلانه حالة الطوارئ بسبب كورونا، شكر الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، الصين على «أخلاقها العالية» ومساعدة صربيا، فيما هاجم الاتحاد الأوروبي لأنه منع بلاده من استيراد المعدات الطبية، وقال إن هذا القرار اتخذ من أشخاص كانوا يرسلون الأوامر إلى صربيا بألا تشتري البضائع من الصين وتشتري فقط من أوروبا وبأسعار مرتفعة.. «كانوا يريدون المال الصربي»!.

ولم تسلم إيران، التي انتشر فيها فيروس كورونا بشكل كبير من الهجوم الأمريكي الديبلوماسي عليها، وكيل الاتهامات من قبل حلفاء واشنطن في الخليج على طهران كمسبب لانتقال الفيروس إلى داخل حدودهم، فيما هاجم المسؤولون الإيرانيون واشنطن بسبب عقوباتها الاقتصادية، واعتبروا أنها تعيق جهود الحكومة الإيرانية في تأمين الرعاية الصحية لمواطنيها. 

أيضاً، كانت نظرية المؤامرة حاضرة في وسائل الإعلام، وتم الحديث عن أن هذا الفيروس من إنتاج البشر، صنعته «حكومة العالم الخفية»، تمهيداً لحرب بيولوجية قادمة لاتبقي ولاتذر، لتطبيق نظرية مالتوس "المليار الذهبي!، بينما راج في الفترة الأولى لظهور الفيروس في الصين أنه صناعة أمريكية في إطار حربها التجارية ضد بكين.

يرزح العالم اليوم تحت وطأة الوباء المستجد، وفيما تنتظر شعوب الأرض الخلاص، وتترقب أي نبأ يعلن اكتشاف اللقاح المضاد لكورونا، لن يكون هذا الوباء على خطورته بعيداً عن مرامي حكومات الدول الكبرى للاستغلال السياسي والاقتصادي، وتحقيق المكاسب وفرض الشروط!.   

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: