Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

لماذا لا تستطيع أندية الكالتشيو المنافسة على الألقاب الأوروبية؟

لماذا لا تستطيع أندية الكالتشيو المنافسة على الألقاب الأوروبية؟

 

0

(إيطاليا هي جنة كرة القدم)... دييغو مارادونا

1

(من لم يلعب في الكالتشيو فهو ليس نجم كرة قدم)... ميشيل بلاتيني

2

(إن كنت تظن نفسك نجم كرة قدم فاذهب إلى إيطاليا لتتأكد من الأمر)... زيكو

 

هي بعض من عبارات قالها أساطير اللعبة يوماً، لكنها تبدو أبعد ما يمكن عن واقع الحال في هذه الأيام.. موسم آخر تطوى صفحته في كتب التاريخ من دون أن تتمكن فيه أندية الكالتشيو من أن تبصم في المسابقات الأوروبية وذلك بعد خروج جوفنتوس ونابولي (بطل ووصيف الموسم الحالي) من الدور ربع النهائي لمسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي...

 

وفي الوقت الذي لا يكاد يخلو فيه مربع ذهبي للمسابقتين القاريتين من ناد إسباني، وإنكليزي وألماني وحتى برتغالي أو هولندي، فقد بات الوصول إلى الدور نصف نهائي أشبه بحلم بالنسبة للأندية الإيطالية التي كانت ذات يوم تلعب دور البطل المطلق والمهيمن..

قد يبدو الحديث عن تتويج ميلان واليوفي وسمبدوريا بالألقاب الأوروبية الثلاثة في موسم واحد، أو اكتساح ميلان لبرشلونة برباعية وسقوط ريال مدريد بخماسية أمام الأندية الإيطالية وكأنه من عهد الإمبراطورية الرومانية، وليس منذ بضع عشرات من السنين فقط، لكن واقع الأمر يشير إلى أن الأرقام باتت معكوسة الآن، وأن عدد الألقاب الإجمالي الذي كان الطليان يتفوقون فيه مجتمعين على نظرائهم في إسبانيا وإنكلترا في بداية الألفية الثالثة، قد أصبح من الماضي الآن..

 

 

بداية الانهيار

في أيار من العام 2003 كان ملعب أولد ترافورد شاهداً على نهائي إيطالي خالص ما بين القطبين ميلان وجوفنتوس في موقعة وصفت بأنها معركة كروية على لقب الزعامة الإيطالية ما بين (سيدها في أوروبا) و(الأكثر تتويجاً بألقابها محلياً).. آنذاك كانت صفوف الفريقين تعج بأهم وأبرز نجوم العالم آنذاك وفي مقدمتهم التشيكي بافل ندفيد والأوكراني تشيفشينكو المتوجين بالكرة الذهبية لعامي 2003 و2004..

وبالرغم من تطبيق القانون الضريبي الجديد الذي يفرض على اللاعبين دفع ما يقارب 42% من أجرهم السنوي لمصلحة الضرائب، إلا أن النجوم لم تغادر الكالتشيو سريعاً بعد أن قررت الأندية التكفل بدفع هذه الزيادة الضريبية للمحافظة على لاعبيها، دون أن تدرك أن ذلك سيؤدي إلى انهيارها اقتصادياً بشكل كبير في وقت لاحق ليغرق ملّاك هذه الأندية تباعاً في مستنقع من الديون أجبر بعضهم على بيع أسهمهم والتخلي عن ملكيتهم في وقت لاحق للمحافظة على الكيان من الاندثار كما حصل مع برلسكوني ميلان وموراتي الإنتر.

 

فضيحة الكالتشيوبولي

بعيداً عن الغوص في التفاصيل ما بين (مظلوم وبريء) لفضيحة الكالتشيوبولي فإن القرارات التي تم اتخاذها بفرض عقوبات قاسية بحق عدد من الأندية كان لها تبعات كبيرة في تغيير خارطة القوى في الدوري المحلي، وأثر ذلك على قدرة الأندية الإيطالية على المنافسة والتتويج بالألقاب الأوروبية رويداً رويداً بالرغم من وصول ميلان والإنتر إلى منصة تتويج الشامبيونزليغ عامي 2007 و2010 من خلال تشكيلتين تخطى معظم لاعبيها الثلاثين من العمر..

الكالتشيوبولي وضعف القدرة الشرائية لدى الأندية الإيطالية سمحا بهجرة الكثير من النجوم، وبدّل من بوصلة السفر للكثير من مواهب اللعبة الصاعدين، في الوقت الذي فضّل فيه الكثير من المدربين الطليان مغادرة البلاد بحثاً عن تألق خارجي بدلاً من ضياع أفكارهم في غياهب بطولة لم يعد بإمكانها أن تنافس اوروبياً، وتجلى ذلك في تألق كابيلو وانشيلوتي ومانشيني وكونتي ودي ماتيو وآخرين في أندية أوروبية عديدة.

 

القوانين المحلية

تراجع الاقتصاد الإيطالي ومشاكل مجتمع المافيا والعنصرية البغيضة، والقوانين التي لا تحمي الملكية الفردية والجماعية، ساعدت أيضاً على تراجع مداخيل الأندية وعدم قدرتها على حماية أبسط حقوقها من بيع القمصان إلى تذاكر المباريات وما شابه..

وتكفي الإشارة إلى أنه قبل العام 2011 لم يكن يسمح لأي ناد ببناء ملعبه الخاص، وأن جميع الأندية كانت مضطرة لاستئجار ملعب تلعب عليه مبارياتها في بطولة الدوري المحلي أسبوعياً، في حين أن القمصان التي تباع في متاجرها يمكن إيجادها في أسواق متعددة ضمن المدن الإيطالية المختلفة دون حسيب أو رقيب ومن دون أن يستفيد النادي من مداخيل بيعها، وقد أدى كل هذا إلى هروب المعلنين والمستثمرين لدرجة أن نصف أندية الكالتشيو في أحد المواسم الأخيرة لم تتمكن من إيجاد راع لقميصها في بطولة الدوري، في الوقت الذي كان يملك فيه اليوفي (على سبيل المثال) راعيين لقميصه (واحد للبطولة المحلية وآخر للبطولة الأوروبية) في العام 2006 قبل فضيحة الكالتشيوبولي

 

انتعاشة غير حقيقية

يرى الكثيرون أن الكالتشيو لن يستعيد ألقه إلا مع عودة قطبي مدينة ميلانو إلى وضعهما الحقيقي وإلى القدرة على المنافسة على اللقب المحلي اولاً، ومن ثم العودة للمشاركة والمنافسة على الألقاب الأوروبية، ويرى هؤلاء أن الموسم الحالي قد شهد انتعاشة حقيقية لكرة القدم الإيطالية تدعو إلى التفاؤل بقرب رحيل هذه الغمامة السوداء التي سادت أجواء الكالتشيو لسنوات..

لكن من يعرف الكرة الإيطالية جيداً وكواليسها وطريقة تفكير أنديتها يعلم جيداً أن مسابقة اليوروباليغ على سبيل المثال لا تحظى بأي اهتمام لديها، وأنها تمثل عبئاً عليها وهو ما يتجلى من خلال الزج بتشكيلة احتياطية في مباريات البطولة في كثير من الأحيان..

أما على مستوى الشامبيونزليغ، فالأمر يبدو بعيد المنال رغم وصول اليوفي إلى المباراة النهائية عامي 2015 و2017 وبلوغ روما الدور نصف النهائي في الموسم الفائت، لكن هذه النتائج لا تعدو كونها مجرد طفرات فردية وليست نتاج بطولة قوية أفرزت فريقاً منافساً كما هو الحال في إنكلترا على سبيل المثال وبدرجة أقل في إسبانيا..

وأمام كل ما سبق فإن السؤال يبدو أنه سيبقى مطروحاً في مثل هذا الوقت من كل عام: (متى ستتمكن الأندية الإيطالية من العودة للمنافسة والتتويج بالألقاب الأوروبية؟)..

 

 

شارك المقال: