«قنبلة كورونا» التي أغرقت إسبانيا بالإصابات!
اختلط مشعجو فريق فالنسيا الإسباني مع عشرات الآلاف من مشجعي أتالانتا لمباراة في دوري أبطال أوروبا في بيرغامو، في 19 شباط، ثم عادوا إلى إسبانيا، حينها وصف جورجيو غوري، عمدة المدينة الإيطالية، هذه المباراة بأنها «قنبلة كورونا» التي انفجرت في لومبارديا.
وكان لاعبو فالنسيا ومشجعوه، وصحفيو الرياضة من بين أول من أصيب بالمرض، وتفشى فيروس كورونا المستجد في إسبانيا، وتحولت البلاد الأوروبية إلى نقطة ساخنة للوباء العالمي، لكن ذلك حدث بسبب أخطاء تراكمت، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة إن إسبانيا تجاوزت إيطاليا في عدد من يموتون يومياً بسبب الفيروس في كارثة كان يمكن تجنبها لو استفادت مدريد مما وقع في بلدان مثل الصين، وإيران وحتى جارتها إيطاليا.
وأشارت الغارديان إلى أنه لا يمكن للإسبان أن يلقوا باللوم على إيطاليا، إذ ليس لإسبانيا حدود برية مع إيطاليا، في حين أن بلدان أخرى مثل النمسا وسويسرا وفرنسا لديهم حدود برية، ولكنهم حتى الآن يبلون بلاء حسناً.
إسبانيا ظنت أنها بعيدة بما فيه الكفاية وقال الدكتور فرناندو سيمون، رئيس قسم الطوارئ الطبية في مدريد، في 9 فبراير: «لن يكون لدى إسبانيا سوى عدد قليل من الحالات»، وبعد ستة أسابيع، بدأ يعطي أرقاماً يومية عن مئات الوفيات.
وأشارت الصحيفة، إن المقاهي وحانات الرصيف في مدريد ظلت من أواخر شباط حتى بداية آذار ممتلئة بالناس، يعانقون ويقبلون بعضهم، ويثرثون على بعد بوصات فقط من وجوه بعضهم البعض.
وفي 8 آذار، أي قبل أسبوع واحد فقط من إغلاق البلد، نُظمت أحداث رياضية ومؤتمرات للحفلات السياسية ومظاهرات حاشدة للاحتفال باليوم الدولي للمرأة. وبعد ثلاثة أيام، طار حوالي 3000 من مشجعي أتلتيكو مدريد معًا في مباراة أخرى في دوري أبطال أوروبا في ليفربول، وكان رد فعل حكومة بيدرو سانشيز التي يقودها الاشتراكيون "متأخراً وأخرق"، حسب الصحيفة.
وعندما أعلن سانشيز أنه سيتذرع بسلطات الطوارئ، استغرق أكثر من 24 ساعة لتنفيذ ذلك ــ وفي ذلك الوقت كان جزء من سكان مدريد ومدن أخرى قد تفرقوا في جميع أنحاء البلاد.
ويعني ضعف التنسيق أن حكومة مدريد الإقليمية أغلقت الجامعات والمدارس في وقت سابق من ذلك الأسبوع، مما أثار أجواء عطلة امتلأت فيها الحانات والمتنزهات وغادرت العديد من الأسر إلى منازلها الشاطئية.
وقد تم إنفاذ الإغلاق الذي بدأ في 14 آذار بكفاءة مع فرض غرامات من جانب الشرطة والضغط الشعبي، ونتيجة لهذا فإن منحنى الوفيات الفادح في أسبانيا سوف يبدأ في التسطح قريباً.
وسجلت إسبانيا إلى الآن أكثر من 46 ألف إصابة بفيروس كورونا، وراح ضحية المرض 4858 شخصاً، حسب أحدث الإحصائيات.
المصدر: وكالات
بواسطة :
شارك المقال: