"تل رفعت" وجبة تركيا الدسمة.. محاور العملية العسكرية المرتقبة
بعد معركة "غصن الزيتون"، عام 2018 التي شنتها تركيا مع الميليشيات السورية التابعة لها على مدينة عفرين، وسيطرت عليها آنذاك، تتوجه أنظار أنقرة اليوم إلى مدينة "تل رفعت"، التي تسيطر عليها "قسد"، وذلك بعد الاشتباكات المتكررة بين "قسد" وأنقرة، خصوصاً عقب مقتل جنديين تركيين خلال الأيام الأخيرة.
ولكن لماذا تل رفعت، هل السبب الرئيس تواجد، الأكراد الذين تعتبرهم تركيا تهديداً لهم؟.
ترى تركيا أنها بحاجة لصد الميليشيات الكردية مسافة 30 كيلومتراً على الأقل عن حدودها، في المقابل هذه المسافة تريدها تركيا للتوغل داخل الأراضي السورية، وفرض سيطرتها على مساحات أخرى، حيث تعتبر أنقرة أن "تل رفعت" وما حولها مثّلت إشكالات أمنية بالنسبة لها في الوقت الحالي، وتم اختيارها لأهداف استراتيجية وأمنية.
ميدانياً تحضيرات تركيا لخوض العملية العسكرية، ليست مجرد أنباء إعلامية، بل بدأت اليوم فعلياً بتوزيع مناشير على المدينة والقرى المحيطة بها تطالب الأهالي بتجنب المواجهات منذرةً ببدء عملية عسكرية قريبة.
ميدانياً وبحسب التقسيم على الخريطة، فإن "تل رفعت" تقع على الجهة الشمالية من الحدود التركية، وخصوصاً تواجد القوات التركية، وهي تعتبر المنقطة الفاصلة عن مدينة نبل، التي يسيطر عليه الجيش السوري، وعلى ذلك، ستخوض تركيا العملية من محورين، الأول المحور الشمالي للمدينة، انطلاقاً من المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات السوري التابعة لأنقرة، والمحور الثاني، المحور الغربي، انطلاقاً من مدينة عفرين باتجاه تل رفعت، لتكون بذلك تركيا قد ضمنت آخر محور لها في شمال شرق سوريا، وقضم منطقة أخرى على حساب الأكراد، وتصبح القوات التركية على حدود التماس مع الجيش السوري والقوات الروسية المتواجدة هناك.
أما من حيث الاستعدادات العسكرية لكلا الطرفين، فعلى ما يبدو أن "قسد" ليست مستعدة لخوض هذه العملية العسكرية، في المقابل تريد تركيا الضغط على روسيا في الملف السوري، ومجابهة أمريكا بالتمدد على حساب الأكراد، للدخول إلى المفاوضات بورقة جديدة أكثر قوة في الملف الأخير آلا وهو إدلب، المدينة التي يستعد لها الجيش السوري في عملية عسكرية مرتقبة.
وسيطرت "قسد"، منتصف شباط 2016، على تل رفعت، عقب معارك ومواجهات مع ما تبقى من ميليشيا "الجيش الحر"، التي أنهكتها مواجهة ثلاثة أطراف حينها، تنظيم "الدولة الإسلامية" شرقاً، والجيش السوري جنوباً، و"وحدات الحماية" غرباً، في ظل نزوح معظم سكانها نحو الحدود مع تركيا.
وعقب الأحداث الأخيرة التي شهدت مقتل جنديين تركيين اثنين لوح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعملية عسكرية مرتقبة في المنطقة، بقوله: «الهجوم الأخير على قواتنا (في منطقة عملية درع الفرات) والتحرشات التي تستهدف أراضينا بلغت حدا لا يحتمل».
وأضاف، خلال خطابه الأسبوع الماضي: «نفد صبرنا تجاه بعض المناطق التي تعد مصدرا للهجمات الإرهابية من سوريا تجاه بلادنا»، مشيراً: «عازمون على القضاء على التهديدات التي مصدرها من هناك (شمال سوريا) إما عبر القوى الفاعلة هناك أو بإمكاناتنا الخاصة».
المصدر: خاص
شارك المقال: