فرقة "تكَّات" تستبيح أغنيات "ذياب مشهور"
بديع صنيج
بعدما كَثُرَ الحديث عن «التزوير المُعاصر» الذي تقوم به فرقة "تكات" لألحان بعض الأغنيات الفلكلورية أو لتلك التي باتت من ذاكرتنا الجمعية، وخاصةً ما قام به موزع الفرقة "هاني طيفور" من ضرب لكل القيم الفنية بعرض الحائط، عبر تغييره للحن أغنيتي "ع المايا" و"يا بو ردين"، تحت ذريعة "من منظور فراتي آخر"، خَرَج المطرب "دياب مشهور" عن صمته في حلقة إذاعية مع الزميل "يامن ديب"، مُعبِّراً عن خوفه على أغنياته بعدما تم تغيير مقام بعضها، مؤكداً أن أغنية "يا بو ردين" من مقام البيات، بينما "ع المايا" من عجم الفا، وتحويلهما إلى غير هذين المقامين يعتبر بمثابة «استباحة»، لتواصل الفنانة "ليندا بيطار" العزف على نفس مقام الرفض، معتبرةً أن ما تقوم به هذه الفرقة هو تطاول على المقدسات وعلى الملحنين الكبار، قائلةً: «لا يجوز المس بلحن أغنية تراثية، بل علينا التمسك بتراثنا بطريقة صحيحة. لست ضد توزيع الأغاني بطريقة جديدة أبداً، لكنني ضد تغيير لحن ومقام الأغنية، فهذا يعتبر تطاولاً على المقدسات، وعلى شيء من آثار بلادي».
وأضافت "بيطار": «هذه إحدى مفرزات الحرب التي تشوه تراثنا. علينا أن نكون واعين لهذه الظاهرة الخطيرة والتنبه لها».
في السياق ذاته اعتبر الموسيقي "فراس القاضي" قائد فرقة وكورال "وا موسيقاه" أن ما درج مؤخراً من عدة فرق من تغيير لألحان بعض الأغاني الهابطة، أو حتى الجميلة، ما هو إلا سرقة جهد، قائلاً: «التراث هوية، والعبث به ليس مزحة أبداً. لو كانت لدينا في سوريا حقوق ملكية فكرية، لوقف هؤلاء "المطوّرون" على أبواب المحاكم. فماذا يعني أن تغيّر لحن أغنية معروفة؟ ما الهدف؟ وهل بالفعل يظن هؤلاء أنهم أنجزوا شيئاً؟ ماذا بعد؟ ما هو مشروعكم؟ هل ستغيرون ألحان كل الأغاني؟ كلكم بلا استثناء، تتكئون على ذات الأغنية التي غيّرتم لحنها، ولولا أن الناس تعرف الأغنية الأصلية، لما عرفت لحنكم الجديد».
وأضاف: «إن كنتم تظنون أنفسكم مطوّرين، أو ملحنين فعلاً، أعطونا أغنية جديدة، بكلام جديد، ولحن جديد لا تتكئون فيه على ذاكرة الناس، وحينها هل ستُعرفون وتُعرف أعمالكم؟».
المُلحن "داود سلامي" ضمَّ صوته إلى زملائه المُدافعين عن خطورة المسّ بتراثنا الموسيقي، عبر فيديو نشره على صفحته في الفيسبوك قال فيه: «هناك من يفهم التوزيع بشكل خاطئ، ويخلط بينه وبين "الميلودي" الذي هو أصل اللحن، بإمكان أي كان أن يغيّر في التوزيع، عبر تعديل الخلفية الموسيقية أو مؤثرات الصوت أو غير ذلك، أما أساس اللحن فلا يحق لأحد اللعب به، إذ كيف لمقطوعة "بيات" أن تصبح "كورد" مثلاً. مقطوعة مكتوبة على مقام البيات فيها ربع نغمة، ليس من الجائز استبدالها بنصف نغمة، هذا منطق مرفوض بالمطلق، وهو لا يندرج في إطار الحداثة، بل إنه تخبيص وإجرام، ولعب رخيص بتراث أشخاص اشتغلوا وتعبوا».
يضيف "سلامي": «إن كنت تريد تقديم رؤيتك الجديدة فليكن عبر لحن خاص بك، وتوزيع يخصك، لكن المصيبة أن هناك من يشجع مثل تلك "التخبيصات"، ليصبح الموضوع وكأن البعض بدل أن يُكرِّموا أصحاب هذا اللحن بعدما صاروا تحت التراب، يُشوِّهون صورتهم ويسيئون لذكراهم».
المصدر: خاص
شارك المقال: