"تبليط البحر" هل يرضي أهل اللاذقية؟
مخطط توسيع مرفأ اللاذقية بدأ منذ العام 2007 وانتهت المرحلة الأولى في العام 2010 لكن لم نستطع البدء بالمرحلة الثانية، وهي توسيع الحوض المقابل للبحر إضافة إلى المساحة البرية الموجودة.
وجاء المشروع بهدف زيادة الأعماق لاستقبال السفن التي تحتوي على غواطس بعمق أكثر من 20 متراً، لأن الأعماق الحالية لا تتجاوز الـ 15 متر، ولذلك لا نستطيع استقبال السفن التي تحتوي غواطس بعمق أكثر من الأعماق الموجودة حالياً، كما أن خطوة توسيع المرفأ ضرورة للحد من ظاهرة هروب السفن إلى الموانئ المجاورة.
ومؤخراً تم الانتهاء من أعمال تنفيذ الجزء الأساسي من المكسر الرئيسي المرتبط بأعمال المرحلة الثانية بطول 102 م الذي يعتبر الجزء الأصعب في مرحلة التوسيع حيث يجري الاستعداد لإنجاز المرحلة الثانية، حسب مدير الشركة العامة لمرفأ اللاذقية أمجد سليمان.
سليمان أوضح أن التحدي الكبير الذي يواجه واقع الميناء هو عملية التوسع لكونها أتت على واجهة المدينة لذا سيكون التوسع باتجاه الشمال كمشروع استراتيجي عملاق وأبدى الجانب الروسي منذ عام (2007) استعداده للمساهمة في دعم المشروع ليغدو عالمياً وينتهي بإنشاء معلم مميز يجسد واقع المدينة التاريخي ويستخدم لأغراض سياحية، التحدي الثاني الذي تواجهه الشركة هو مسألة ضبط النفقات لكونها شركة ذات طابع اقتصادي تهدف إلى دعم وزيادة إيرادات الخزينة مشيراً إلى أن الإيرادات حتى نهاية (2018) بلغت 23 مليون ليرة سورية من أصل.
وأشار سليمان إلى ضرورة الإسراع بإنجاز المرحلة الثانية من التوسيع بالتعاون مع جهات حكومية وغير حكومية لأن عملية التوسيع تستهدف غايتين الأولى اقتصادية حيث يتم إنشاء مكسر "حاجز للأمواج" مع قناة الدخول إلى عمق (18) متراً وإنشاء أرصفة جديدة بطول (2300) متر بعمق (17) متراً مع مساحة تخزينية جديدة تصل إلى (170) هكتاراً ما يتيح للمرفأ مستقبلاً استقبال سفن كبيرة تصل حمولتها إلى أكثر من 100 ألف طن.
ولكن يعاني أهل مدينة اللاذقية منذ سنوات غياب الواجهة البحرية للمدينة وبناء سور حجز مدينة اللاذقية عن البحر من كل الاتجاهات بدءاً من المرفأ الذي حجز الواجهة الغربية للمدينة بكاملها، مروراً بالكورنيش الجنوبي الذي كان متنفساً لأهل اللاذقية من الفئات المتوسطة والفقيرة بقصد الاستمتاع بمنظر البحر، ومنحت الواجهة لمستثمرين لإقامة منشآت ذات الخمس نجوم.
ويتداول الأهالي منذ أعوام فكاهة حول توسيع مرفأ اللاذقية، بحيث يعبر عن رأيهم بفكرة امتداد المرفأ على طول المدينة وخاصة حرمانهم من منظر الشاطئ على الكورنيش الغربي ويرى معظمهم «أنها المدينة الساحلية الوحيدة التي قامت بـ "تبليط البحر"».
المصدر: رصد
شارك المقال: