أمريكا العلمانية.. وزعماؤها «المختارون» من الربّ!
وسام إبراهيم
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه في مؤتمر صحفي، الصيف الماضي، بأنه «مختار» من الله لخوض حرب تجارية مع الصين!.. لكنه تراجع بعد هذا التصريح وقال إنه يمزح، لاحقاً خرج وزير الطاقة الأمريكي بتصريح مماثل قال فيه إن الله اختار الرئيس ترامب
أنهى عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر حقبة حكم الملوك بموجب «الحق الإلهي»، لكن في الولايات المتحدة الأمريكية الأمر مختلف.
يتضمن قسم الولاء للدولة الأمريكية عبارة «أمة واحدة بأمر الرب»، كما تم نقش عبارة «نثق في الرب» على العملة الأمريكية، وإذا كان دستور الولايات المتحدة ينص على فصل الدين عن الدولة، فإن انخراط الدين في القرار السياسي الأمريكي ليس خافياً.
وقد برز الدين بقوة مع بداية الألفية الجديدة في الحملات الانتخابية، حيث أعلن بوش الابن أن فيلسوفه السياسي المفضل هو يسوع المسيح، بينما أعلن منافسه آل جور أنه قبل أن يتخذ قراراً يتساءل: ماذا كان ليفعل يسوع؟
وبعد أحداث 11 أيلول انتشرت الفتاوى الدينية الصادرة عن كنائس أمريكية وعن بوش نفسه، ورددها الإعلام الأمريكي لتبرير غزو أفغانستان والعراق، وقد ردد توم ديلي، زعيم الجمهوريين وقتذاك، أن الحرب على العراق هي «البشير الذي يسبق عودة المسيح إلى الأرض».
تزايدت قوة المؤسسات الدينية في المجتمع الأمريكي، وخاصة الحركة الصهيونية المسيحية، وأصبح لها دور فعال في بلورة القرار السياسي الأمريكي.
كان للدين تأثير منذ بداية تكوين المجتمع الأمريكي، ورغم محاولة كثيرين فصله عن السياسية، لكنه ظل بارزاً كعامل مهم في صناعة القرار السياسي، ومازال.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: