Friday October 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل يحاصر السيسي سوريا استجابةً لأوامر ترامب؟

هل يحاصر السيسي سوريا استجابةً لأوامر ترامب؟

فارس الجيرودي

يبدو استثنائياً بكل المقاييس التصريح الذي أطلقه رئيس الوزراء السوري " عماد خميس" بحضور عدد من الإعلاميين، عن فشل الحكومة السورية في اقناع نظيرتها المصرية بالسماح بمرور أيٍ من ناقلات النفط الإيرانية المتجهة نحو سوريا عبر قناة السويس منذ ستة أشهر لليوم، فحسب تصريحات المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس الأسد، لم ينقطع التواصل والتنسيق الأمني بين جيشي البلدين حتى خلال تولي الرئيس الأخواني "محمد مرسي" سدة الحكم في القاهرة.

لذلك فإن لجوء الجانب السوري لتظهير الخلاف مع القاهرة علناً، يعني أن كل الاتصالات بين الحكومتين والقيادتين واجتماعات الغرف المغلقة، فشلت في إقناع الحكومة المصرية بالسماح لسفن الخط الائتماني الإيراني المحملة بالنفط الخام بمواصلة طريقها نحو سوريا، مما تسبب عملياً بأزمة وقود خانقةً في البلاد تفوق في حدتها  كل ما شهدته حتى في أقصى سنوات الحرب منذ 7 أعوام لليوم.

أما النفي المصري الرسمي لعرقلة مرور السفن إلى سوريا، والذي ورد في بيانٍ  لرئيس الهيئة العامة لقناة السويس "مهاب مميش"، فقد جاء متوقعاً، لكنه غير مقنع، فهو يشبه النفي المصري للتورط في صفقة القرن، إذ صرح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في استقباله للرئيس المصري منذ يومين بأن «العلاقات بين الجانبين المصري والأمريكي لم تكن في أي وقت مضى أحسن حالاً مما هي عليه اليوم»، وبأن  السيسي  «رجل عظيم يقوم بإنجازات عظيمة» على حد تعبير ترامب، ولوحظ  تجنب الرئيس المصري طوال زيارته لواشنطن، إثارة أي اعتراض على قراري ترامب الأخيرين بخصوص إقرار السيادة الإسرائيلية على كامل القدس الشرقية والجولان، مما يعني عملياً رفع الفيتو المصري السابق على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وهو ما كان سابقاً خطأ أحمراً مصرياً.

البعض رد على كلام رئيس الهيئة العامة لقناة السويس، باقتراح اللجوء لبرنامج " Marin traffic " وهو برنامج يتيح إمكانية تحديد موقع أي سفينة في العالم عبر إدخال رقمها، وباللجوء للبرنامج المذكور يتبين أن السفينة الإيرانية " sea shark" والتي كان من المتوقع وصولها إلى ميناء بانياس السوري يوم 25/11/2018 قد احتجزت في قاعدة بحرية عسكرية مصرية في البحر الأحمر قبل وصولها لقناة السويس، وأنها حسب تتبع مسارها عبر  البرنامج قد عادت إلى الخليج العربي بعد ذلك بدلاً من عبورها القناة، فهل كانت ناقلة النفط الإيرانية الإيرانية تنقل النفط المصري مثلاً من القاعدة العسكرية المصرية إلى الخليج العربي؟ 

وتؤكد تصريحات إيرانية ما قاله رئيس الوزراء السوري عن وجود عراقيل مصرية توضع لمنع عبور ناقلات النفط الإيرانية إلى سوريا، فقد أوضح المستشار في وزارة الاقتصاد الإيرانية "ميثم صادقي" أن «مصر ترفض منذ فترة السماح لناقلات النفط بالمرور، التزاماً بالعقوبات الأميركية». 

فيما تنفي مصادر إيرانية أخرى الإشاعات التي أطلقت عن إيقاف خط الائتماني الإيراني، وتؤكد أن الاتفاق بين طهران ودمشق نص على أن يسترد الجانب الإيراني قيمة النفط المصدر إلى سوريا عبر استثمارات إيرانية في الداخل السوري.

   فهل تناست القيادة المصرية التاريخ الطويل المشترك من العلاقات بين البلدين الذين شكلا معاً «الجمهورية العربية المتحدة»، استجابةً للاملاءات الأمريكية؟ 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: