دوري أبطال اوروبا .. ملحمة لم تنته بعد 10
وسام الحداد
عقب خسارة برشلونة من ريال مدريد في نصف نهائي 1960 أقال الفريق الكتالوني مدربه هيلينيو هيريرا متجاهلاً ما أنجزه مع الفريق.
سمعة هيريرا الطيبة دفعت فريق إنتر ميلان الإيطالي للتعاقد معه وجذبه نحو السانسيرو من أجل بناء فريق قوي اعتمد فيه على لاعبين من البرازيل والأرجنتين على أن يكون قادرا على المنافسة محليا وأوروبياً.
في العام التالي اقنع هيريرا نجم برشلونة وأفضل لاعب بالعالم الاسباني لويس سواريز بالانتقال إلى النادي الإيطالي ليكمل بناء كتيبته اللاتينية والتي سميت بغراند إنتر، وبقدوم سواريز بدأ هيريرا في صناعة فلسفته الجديدة الكاتيناشيو والتي أصبحت الأسلوب الإيطالي السائد إلى عصرنا هذا.
لم ينتظر هيريرا طويلا حتى فاز بلقب الدوري الإيطالي موسم 1962-63 والتحق مع جاره ميلان في كأس أوروبا للأندية الابطال موسم 1963-64.
في نسخة 1963-64 سيطر قطبا مدينة ميلان الإيطالية على أخبار البطولة، ميلان حامل اللقب وجاره الإنتر حامل اللقب استهل مشوار الدفاع عن الكأس بفوز أمام نوركوبينغ السويدي 6-3 بمجموع اللقاءين.
بينما إنتر ميلان بدأ البطولة بداية عسيرة بعد تعادله السلبي مع بطل إنكلترا إيفرتون وفوز صعب في الإياب بهدف وحيد سجله البرازيلي جيرا دا كوستا. لكن بعد الدور التمهيدي أظهر الإنتر قوته وأزاح بطل فرنسا فريق موناكو 1-0 ذهابا و3-1 إيابا ويكمل المشوار بفوز أخر على بطل يوغوسلافيا بارتيزان 2-0 ذهابا و2-1 إيابا ليصل الى المربع الذهبي بعدها.
في الطرف المقابل عاد فريق ريال مدريد مرة أخرى للبطولة ولا يزال يطمح بعودة أمجاده السابقة مدعما بمجموعة من اللاعبين الشباب بوجود نجومه بوشكاش ودي ستيفانو وخينتو وإيفيرستو.
ريال مدريد كشر عن أنيابه باكرا وسحق فريق رينجرز الأسكتلندي 7-0 في اللقاءين، وفريق دينامو بوخاريست 3-1 ذهاباً و5-3 إياباً، ويصل للربع النهائي ويلاقي حامل اللقب فريق ميلان في ذكريات نهائي 1957 وتكرار الفوز.
بطل ألمانيا بروسيا دورتموند بدوره استعرض عضلاته أمام فريق لين النرويجي 4-2 ذهابا و3-1 إياباً، وفجر مفاجأة أمام بنفيكا بسحقه 5-0 بالإياب بعد الخسارة ذهابا 1-2.
في الربع النهائي التقى بروسيا دورتموند فريق دولكا براغ التشيكوسلوفاكي وأكمل طريقه للمربع الذهبي رغم الخسارة إيابا 3-1 مستفيدا من فوزه ذهابا 4-0. ضاربا موعدا مع إنتر ميلان في النصف النهائي.
في الربع النهائي كان لقاء ريال مدريد مع حامل اللقب ميلان متصدرا عناوين الصحف، فريق ريال مدريد الفائز بلقب بطولة الدوري الإسباني بفارق 12 نقطة في موسم 1963 أكد أن باستطاعته هزم أعتى الفرق العالمية وما زال قادرا على العودة في البطولة الأوروبية حتى أمام حامل اللقب ميلان الذي تأثر بغياب تراباتوني وساني،
أمانسيو أعطى التقدم للريال أمام ضيفه الإيطالي وبوشكاش عاد للتسجيل للهدف الثاني وتبعه دي ستيفانو ومن ثم خينتو ... أربعة كادت أن تقتل الطليان لولا هدف لوديتي لتقليص النتيجة في الدقيقة 81.
في سان سيرو أعطى لوديتي التقدم لميلان هذه المرة وضاعف ألتفاتيني النتيجة لكن الفوز بهدفين إيابا لم يكن كافيا للتأهل ويخرج ميلان ليصبح أول فريق لم يحافظ على لقبه في البطولة.
نصف نهائي البطولة جمع ريال مدريد مع خصمه السويسري فريق زيوريخ، ولم يكن بمقدار السويسريين الوقوف أمام المد الريالي وهزم 8-1، 2-1 ذهاباً و6-0 إياباً ليصعد ريال مدريد إلى النهائي السابع له.
في الطرف الآخر تعادل إنتر ميلان مع بروسيا دورتموند 2-2، مازولا تقدم للإنتر مبكرا في الدقيقة 4، ورد عليه فرانز برونجز بهدف التعديل في الدقيقة 23، وهدف التقدم في الدقيقة 28، وقبل نهاية الشوط الأول عادل كورسو النتيجة للإنتر في الدقيقة 41.
في مباراة الإياب في السانسيرو لم يعط الإنتر ضيوفهم المجال للتسجيل بقوة دفاعهم وأجهزوا عليهم بتسجيلهم هدفين بتوقيع مازولا وجير، ليتأهل الإنتر لنهائي فيينا في موعد مع ريال مدريد.
مثل نهائي 1964 ... مواجهة بين أقوى هجوم إسباني يرأسه الحرس القديم للريال بوجود دي ستيفانو، بوشكاش وخينتو وبين أٌقوى خط خلفي للدفاع للإنتر بوجود تارشيزيو بورغنيتش، أريستيدي غوارنيري، أرماندو بيتشي وجاشينتو فاكيتي.
نهائي مثّل صراعا بين فلسفتين، هجومية ضاربة من الإسبان ودفاعية قاتلة من الطليان.
في السابع والعشرين من أيار/ مايو عام 1964، وأمام 72 ألف متفرج معظمهم إيطالي في أكبر تحرك بين البلدان في تاريخ البطولة آنذاك انطلق النهائي التاسع.
أثبتت المباراة أنها نهاية حقبة مع قوة الإنتر، الرجلان اللذان كانا فعالين للغاية في نجاح ريال مدريد لن يُشاهدا في نهائي أوروبي. لم يعد دي ستيفانو وبوشكاش قادرين على المنافسة.
بوشكاش وجد نفسه عالقًا في خط الهجوم، ويعتمد تمامًا على الخدمة من زملائه، في حين كان دي ستيفانو مقيدًا بالدفاع إيطالي. مع وجود سواريز في خط وسط الإنتر، لم يخنق إنتر خصومه فحسب، بل تمكن أيضًا من اختراق دفاع ريال مدريد في ثلاث مناسبات من خلال مازولا في الدقيقة 43 و76، وميلاني في الدقيقة 61. عندما تقدم ريال مدريد واجههم دفاع صارم لا يرحم مما أبقى لهم أملا ضئيلا في النجاح. سجل فيلو هدفا للريال في الدقيقة 70، لكن انتصار إنتر لم يكن موضع شك على الإطلاق. انهت هزيمة ريال مدريد العصر المجيد لبوشكاش ودي ستيفانو. كان هذان العظميمان قد سيطرا على السنوات الأولى من كأس أوروبا وأظهرا أحيانًا قدرتهم بالفوز بمباريات مع ريال مدريد بمفردهم.
أيام تنافسهم في النهائيات الأوروبية قد وصلت إلى نهايتها، لكنها سيخوضان التاريخ كاثنين من أكثر اللاعبين نفوذاً في تاريخ المنافسة.
في الجهة المقابلة عاش إنتر ميلان أفراحه في تحقيق أول لقب أوروبي، مؤكداً نجاح فلسفة جديدة أبدعها مدرب أرجنتيني للكرة الإيطالية، معلنة بداية عصر جديد سمى عصر الكاتيناشيو الإيطالية في ظل حسرة برشلونة من فقدان هيريرا.
سجل ألقاب المسابقة
ريال مدريد 5
بنفيكا 2
ميلان 1
إنتر ميلان 1
شارك المقال: