"العنوسة" تدق باب الرجال
جودي دوبا
يجلس داني (35 عاماً) معظم وقته في منزله يتصفح حسابته العدة على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول داني:" أصبت بقذيفة هاون منذ ثلاث سنوات مما جعلني أفقد القدرة على المشي، ومن بعد هذه
الحادثة قررت الابتعاد تماماً عن فكرة الزواج.
أما أحمد (40 عاماً) فيرى أنّ السعادة الزوجية لا تتوافق مع كثرة المسؤوليات، ولعلّه السبب الرئيس في عزوفه عن الزواج على حد قوله.
يقول محمد (37 عاماً)، "أنه في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لا يمكنني أن أتورّط بخطوة كالزواج، فالمصاريف مكلفة جداً من غلاء الذهب، وأجور البيوت، والمفروشات، وكل ما يتعلق من حفل زواج، لنصل لعائق إنجاب أطفال ومصاريفهم الكارثية في ظل الظروف الاقتصادية، فنحن لا نضمن حياة مستقرة ومستقبلاً جيداً"
أما ياسر (33 عاماً) يرى أنّ الالتزامات التي يفرضها أهل الفتاة على الرجل في المجتمع أدَّت إلى تقليل فرص الزواج لعدم قدرة العريس على القيام بكلِّ هذه الأعباء.
يوافقه سالم "مصور" حيث يؤكد أن الظروف الاقتصادية تلعب دوراً هاماً في التأخر بالزواج، موضحاً أنه مهنته لم تساعده على تأمين فرصة عمل خلال سنين الحرب وخاصة أنه كان يخدم في الجيش، وبعد تسريحه بدأ العمل في قطاع خاص، وراتبه لا يسمح له بالإقدام على هكذا خطوة حالياً، ولعله يحتاج عشر سنوات ليبدأ بتأسيس نفسه من جديد.
أمّا رسلان "40 عاما" فوجهة نظره مختلفة، حيث يرى أنّه لا داعي للزواج والالتزام بزوجة وأولاد، وهو قادر أن يقضي كلّ يوم قصّةَ حبّ مع أيّ فتاة يريدها، ويلبّي جميع رغباته بعيداً عن التقيد والالتزام.
ماذا هناك...؟
يمكن لسن الزواج لدى الرجال أن يتأخر بشكل دائم فقد أصبح سنّ الزواج من 30 إلى 40 عاماً، حسب بعض الدراسات التي أجريت في سورية كما نوه الاختصاصي الاجتماعي، الدكتور جورج قسيس.
ويبدي تخوفه من أن ترفع تأثيرات الأزمة السلبية سنّ الزواج إلى أكثر ممّا هو عليه الآن.
يقول مروان: أحب العائلة والاستقرار، لكنني لا أستطيع إيجادهما، في ظلّ الوضع المعيشي الصعب، أضف أن أهل الفتاة لا يرحمون الشاب المتقدم للخطبة، ولا يتعاونون معه.
أما ربال (35 عاماً)، فكان اعتراضه على المسمّى بقوله: "رجل عانس أفضل من زوج عابس"، وخاصة بعد مجازفة معظمهم بدخول القفص الذهبي، ليصبحوا عصافير محبوسة، يمضون حياتهم بحنين إلى الحرية التي يجدونها، ومع هذا لا أنكر أهمية الزواج، فهو قدر محتوم، لكنّ العزوبية والحرية أجمل.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: