عرض صاروخي إيراني يوجه صفعة لترامب
تقرير مترجم عن النيوزويك الأمريكية:
ترجمة: يارا صقر
تحرير: فارس الجيرودي
عرض الجيش الإيراني سلاحين جديدين بعيدي المدى خلال إحيائه الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، التي أسقطت النظام الملكي المطلق السابق المدعوم من الغرب.
ونجحت القوات المسلحة الإيرانية خلال العرض في اختبار صاروخ كروز "حويزة" وصاروخ "خرمشهر 2" الباليستيين اللذين تم تزويدهما برؤوس حربية دقيقة.
وتمت تسمية كل من الطرازين بأسماء المدن الإيرانية التي قصفها العراق خلال الحرب التي بدأها ضد إيران، بعد فترة قصيرة من سقوط نظام الشاه عام 1979.
ويعتبر استعراض الصواريخ الإيراني بمثابة تذكير بترسانة البلاد الصاروخية المتنامية، والتي لا مثيل لها في المنطقة، وسبق أن أثارت المخاوف لدى كل من الخصمين الإقليميين الرئيسيين لإيران «إسرائيل والمملكة العربية السعودية»، و الخصم الدولي «الولايات المتحدة»، والتي حاولت عزل طهران من خلال إعادة تطبيق عقوباتٍ اقتصادية.
من جهته قال وزير الدفاع الإيراني "أمير حاتمي" يوم السبت الماضي في معرض بعنوان «40 عاماً من الإنجازات في مجال الدفاع»: «إن صاروخ "حويزة" يصل مداه إلى 1350 كيلومترا أي 839 ميل، وصمم من أجل ضرب أهدافٍ ثابتة، على الأرض »، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية التي تديرها الدولة.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي ما وصفه حاتمي بأنه اختبار ناجح لمسافة 1200 كيلومتر (746 ميل) للسلاح الجديد.
وقال حاتمي نقلاً عن الزعيم الايراني الأعلى "آية الله الخامنئي" «لقد برهنا على أن لا شيء يمكن أن يتحدى عزيمة وإرادة الشعب الايراني في المجال الدفاعي ، وكما قال زعيم الثورة الاسلامية ، فإن أي تهديد لإيران سيحصل من أطلقه على رد حاسم » كما ذكرت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية.
ويقال إن "حويزة" هو أحدث إضافة إلى مجموعة الصواريخ من طراز "سومار" التي تم تطويرها في العام 2015، وكانت قادرةً على الانطلاق بسرعة كبيرة والتحليق على ارتفاعات منخفضة، لتجنب اعتراضها من الصواريخ الدفاعية.
في نفس المعرض، كشف النقاب عن الصاروخ المطور حديثًا إلى جانب تقديمٍ له باللغة الفارسية يشير إلى عنوان مقالٍ في مجلة نيوزويك ورد فيه أن ظهور السلاح الجديد وجه «صفعةً لكل من الرئيس دونالد ترامب وإسرائيل في وجههما» ذلك لدى ظهوره لأول مرة في عرضٍ عسكري في أيلول من العام 2017.
كما ذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية يوم الأحد الماضي أن إيران قامت بتجهيز صاروخ "خرمشهر 2" برؤوس حربية موجهة يمكن أن يصل مداها إلى 2000 كيلومتر (1223 ميل). ويمكن للصاروخ أيضاً أن يحمل رأساً حربية يصل وزنها إلى طنين.
وتقول إيران أن صواريخها لأغراض دفاعية وأنها رفضت وترفض الدعوات الأمريكية لوقف برنامجها البالستي.
وبسبب البرنامج الصاروخي المشار إليه، إلى جانب دعم طهران للميليشيات المعادية لواشنطن في الشرق الأوسط ، قرر البيت الأبيض الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في العام 2015 من قبل إيران وممثلين عن كل من الصين ، وفرنسا ، وألمانيا ، والمملكة المتحدة، وروسيا.
وتسبب قرار إعادة فرض العقوبات الأمريكية بحق طهران، بضررٍ كبيرٍ للاقتصاد الإيراني، حسب التصريحات الأمريكية، لكن ثلاثة من دول الاتحاد الأوروبي التي ما زالت طرفاً في الاتفاق النووي الإيراني طورت إطاراً جديداً للالتفاف على قيود واشنطن بخصوص التعامل مع إيران.
حيث أعلن الأوروبيون الخميس الماضي إنشاء نظام مقايضة لمواصلة تجارتهم مع إيران والإفلات من العقوبات الأميركية، مما أثار انتقادات الولايات المتحدة.
وتضع القدرات الصاروخية الإيرانية المتقدمة القواعد العسكرية لكل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في مداها، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بين إيران والأطراف الثلاثة.
وشهدت السنوات الأخيرة توسعاً في النشاطات الإيرانية على مساحة الإقليم، مما ساهم في هزيمة جماعة تنظيم "داعش" في كل من العراق وسوريا، ولكن تسبب أيضاً بمزيد من الإحباط لدى معارضي المشروع الإيراني ، الذين صعدوا من حملتهم لمواجهتها.
وعلى الرغم من إعلان ترامب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهي بلد حليف لكل من إيران وروسيا، اللذان يعتبران الوجود الأمريكي هناك غير قانوني ، فقد دعا العديد من المسؤولين في واشنطن إلى توسيع مهمة مكافحة داعش هناك لتشمل أيضا طرد إيران، وما يزعم أنها جماعات مسلحة مرتبطة بها.
لقد استهدف سلاح الجو الإسرائيلي منذ سنوات مباشرةً مواقع في سوريا تشتبه إسرائيل بارتباطها بإيران، بينما هدد كل من سوريا وحزب الله اللبنانية وإيران -وهي ثلاثة أطراف تشكل ما يسمى بـ"محور المقاومة" - بالرد على الهجمات الإسرائيلية.
رابط التقرير :
https://www.newsweek.com/iran-long-range-missiles-revolution-1317663
المصدر: خاص
شارك المقال: