كيف يبدو لبنان في اليوم الأول بعد العشرين من انتفاضته؟
لم يهدأ اللبنانيون ولم تخلو الساحات من أصواتهم على مدار واحد وعشرين يوماً مضوا، مطالبين بتحسين واقعٍ رأى الكثيرون أنّه لا أمل من تحسينه إلا بحراكٍ حقيقي طالما انتظره لبنان من شعبه.
فمنذ ثلاثة أيام، دأب المحتجون على إغلاق مداخل مؤسسات حكومية في عدد من المدن اللبنانية، من بينها مصارف وبلديات مرافق عامة، بعد أن تمكنت قوى الأمن من فتح أغلبية الطرق الرئيسية في البلاد.
وكان لافتاً، أمس، مشاركة تلاميذ مدارس وطلاب جامعات في جونية شمالي لبنان وصيدا جنوبي البلاد، رغم التهديدات والضغوط التي مارستها بعض المؤسسات التربوية على طلابها لعدم المشاركة بالتحركات الاحتجاجية.
ونفّذ المحتجّون وقفة احتجاجية حاشدة أمام قصر العدل في العاصمة بيروت، للمطالبة بتحرير القضاء من التدخلات السياسية، والتأكيد على استقلالية القضاء ليتمكن من مساءلة ومحاسبة الفاسدين.
وتوافد المئات من المتظاهرين مساء الثلاثاء إلى الشوارع مجدداً بعد ساعات على مواجهات محدودة في بعض المناطق مع القوى الأمنية التي عمدت إلى فتح طرقات عدة، وفقاً لما ذكرته فرانس برس.
كما خرجت مسيرات جوالة في المدينة ليلاً حيث قرع الشباب والشابات خلالها الطناجر والطبول للتعبير عن تضامنهم مع أهالي مدينة صيدا جنوبي البلاد، التي كان الجيش قد أزال صباحاً خيم الاعتصام فيها، قبل أن يعود المتظاهرون ويملأون ساحة التظاهر فيها ليلاً.
يشار إلى أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية عمدت إلى إعادة فتح طرقات سبق أن أغلقها المتظاهرون، الذين أطلقوا حراكهم الشعبي في السابع عشر من أكتوبر الماضي، في إطار استراتيجية يتبعونها منذ بداية حراكهم لزيادة الضغط على السلطات.
سياسياً، أكّد رئيس مجلس النواب "نبيه بري" "انّ المجلس النيابي أمام مهمة كبرى الأسبوع المقبل، عبر انتخاب لجانه النيابية، وكذلك عبر جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من القوانين الاصلاحية، التي تأتي في معظمها استجابة لما طالبَ به الحراك".
ورداً على سؤال، قال بري: "أنا مع الحراك ومطالبه، لكنني لست أبداً مع قطع الطرق والشتائم والاهانات".
وبعد ثمانية أيام على استقالة الحكومة التي كان يرأسها "سعدي الحريري"، لم يتحرك رئيس الجمهورية "ميشال عون" للدعوة للاستشارات النيابية الملزمة حسب الدستور لتكليف رئيس جديد للحكومة.
وبرر عون التأخير بإجراء اتصالات لفك بعض العقد، فيما أشارت مصادر حكومية إلى أن الاتصالات تهدف للتوصل إلى تفاهم بشأن التكليف والتأليف وطبيعة الحكومة الجديدة.
وكان قد تبيّن أمس أنّ "جبران باسيل" نقل إلى "سعد الحريري" مبادرة لا يزال ينتظر منه ومن قوى سياسية أخرى أجوبة عنها، وهي تتضمن البنود الآتية:
1- تشكيل حكومة لا وجود للسياسيين البارزين فيها.
2- يسمّي رئيس الحكومة المستقيل شخصاً يقتنع به، وبموافقة القوى السياسية يتولى تشكيل الحكومة.
3- القوى السياسية تسمّي أصحاب كفايات تقنية، وخصوصاً في مجالات الاقتصاد والمال، لأنّ سِمة المرحلة هي اقتصادية ـ مالية وتحتاج الى فريق عمل من الكفايات، وعلى القيادات السياسية أن تؤمن لهذا الفريق الثقة وتزيل العقبات من طريقه.
4- يُستمزج رأي القوى التي برزت في الشارع، لكي تسمّي من يمثّلها في الحكومة الجديدة.
كما أكّد عضو كتلة المستقبل النائب "سمير الجسر" أن "لا رغبة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بتوَلّي رئاسة الحكومة مجدداً، لكن إذا أعيد تكليفه فهو لن يتهرّب من واجبه ومسؤوليته".
يُذكر أن الحراك اللبناني بدأ منذ مايزيد عن عشرين يوماً بعد أن فقد اللبنانيون صبرهم وأملهم في أن تحقق الحكومة وعودها في الإصلاح و الارتقاء بالواقع الاقتصادي والمعيشي.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: