دوري أبطال اوروبا .. ملحمة لم تنته بعد 9
وسام الحداد
تفأجأت جماهير كرة القدم عامة ومتابعو كأس أوروبا للأندية الابطال في نسخة عام 1962-63 بخروج البطل الكبير ريال مدريد مبكرا على يد خصمه البلجيكي أندرلخت بعد التعادل ذهابا في سنتياغو برنابيو 3-3 وخسارة الملكي إيابا بهدف وحيد ليودع الريال البطولة من بابها الضيق.
فيما فريق بنفيكا البرتغالي حامل اللقب دخل النسخة الجديدة بدون مدربهم وصانع مجده بيلا غوتمان. فقد قدم غوتمان استقالته بعد اللقب الثاني له ولفريقه بسبب خلاف مع إدارة النادي حول زيادة في الراتب.
غوتمان خرج من اجتماع الإدارة في أوج غضبه وصرح للصحف البرتغالية بجملته الشهيرة ((لن يربح بنفيكا أي بطولة أوروبية لمدة 100 سنة قادمة)).
بنفيكا استهل البطولة بفوز صريح نوركوبنغ السويدي 6-2 ذهابا وإيابا، وتقدم على دولكا التشيكوسلوفاكي العنيد 2-1 ذهابا والتعادل السلبي إيابا ليصل للمربع الذهبي كما هو الحال في النسخ الثلاثة التي سبقتها.
في الطرف الأخر كان الفريق القادم من إيطاليا ميلان، بقيادة التافيني وباريسون وسيزار مالديني يقدمون عروضا قوية مبهرة.
فبعد الفوز على يونيون من لوكسمبورغ 14-0 في الدور التمهيدي، تجاوز الطليان بطل إنكلترا فريق إيبسويتش تاون 4-2 بعد تبادل الفوز بين الذهاب والأياب في الدور الأول، وسحق غلطة سراي التركي 8-1 بمجموع المبارتين ليتأهلوا الى المربع الذهبي برفقة بنفيكا.
أندرلخت الذي أخرج ريال مدريد مبكرا أصبح مرشحا بقوة للذهاب بعيدا في البطولة والتقى فريق دوندي الأسكتلندي في الربع النهائي، لكن ثقة البلجيكيين العالية واستهارتهم بقوة الخصم كلفتهم الخروج، حيث خسر البلجيك على أرضهم 4-1 ليتلوها خسارة أخرى 2-1 في معقل دوندي ويتأهل للنصف النهائي بدلا من أندرلخت.
أخيرا لاقى فريق فينورد الهولندي صعوبة في الوصول الى الربع النهائي فقد أحتاج إلى مباراة فاصلة ضد فريق فاساس المجري ليؤكد تأهله بعد التعادل مرتين 1-1 و2-2. ليستغل فينورد المباراة الفاصلة ويفوز 1-0 بهدف بينارس في الدقيقة 54. في الربع نهائي فاز فينورد بصعوبة ذهابا على ريميس الفرنسي بهدف وحيد ويتعادل معه إيابا 1-1 ويكمل أضلاع مربع الذهب.
في النصف النهائي أوقف فينورد حامل اللقب بنفيكا ذهابا بالتعادل السلبي، لكن أوزيبيو ورفاقه أمطروا الشباك الهولندية بثلاثة اهداف تناوب عليها مثلث الرعب أوزيبيو أوغستو وسنتانا مقابل هدف وحيد لفينورد سجله بوفميستير ويتأهل بنفيكا للنهائي الثالث على التوالي متناسين جملة مدربهم السابق بيلا غوتمان.
في الطرف الاخر لم يجد ميلان صعوبة في تجاوز دوندي الاسكتلندي ابدا، ذهابا سجل ساني هدفا وباريسون هدفين ومورا هدفين ليفوز ميلان 5-1 على دوندي، وفي الإياب تفاجئ الطليان بخسارة بهدف وحيد سجله غيلزيان لدوندي ويلتحق ميلان مع بنفيكا في المباراة النهائية والمقامة في مدينة لندن وعلى أرضية ملعبها الشهير ويبلي.
في الثاني والعشرون من أيار/ مايو من العام 1963 اجتمع 45 ألف متفرج لمشاهدة فريق أخر يسيطر على البطولة بعد ريال مدريد، فريق أوزيبيو وسناتانا وأوغستو.
وفي الجهة الأخرى من الملعب وقف التافيني وباريسون متأهبين للخصوم.
الحكم الإنكليزي أرثر هولاند أطلق صافرته ولم تمض سوى 18 دقيقة حتى سجل أوزيبيو هدف التقدم لبنفيكا منهيا الشوط الأول بهدف وحيد.
في الشوط الثاني انطلق ميلان للهجوم وأدرك التعادل عن طريق ألتافيني في الدقيقة 5، وما هي إلا دقائق ضاعف ألتافيني نفسه النتيجة بهدف ثانٍ في الدقيقة 66 وينتهي عهد بنفيكا الموعود ويرفع سيزار مالديني الكأس الأوروبية للمرة الأولى معلنا بداية لعنة أوروبية حلت على البطل البرتغالي بنفيكا.
سجل أبطال البطولة
ريال مدريد (إسبانيا) 5 ألقاب
بنفيكا (البرتغال) 2 لقب
ميلان (إيطاليا) 1 لقب
شارك المقال: