Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الأسطورة الخالدة في عالم المستديرة

الأسطورة الخالدة في عالم المستديرة

نوار زيتون

"عندما واجهت رونالدو لأول مرة قلت في نفسي: "تماسك يا باولو، رونالدو لاعب بشري من لحم ودم مثلنا، لا تخف من شيء" كلامٌ خرج من قلب أفضل مدافعي العالم "باولو مالديني"، نبضات قلبه تعبر عن وحشٍ قادم من الكوبا كابنا من البرازيل أرض السحرة والمبدعين من ريو دي جانيرو، إنه "رونالدو نيزارو دا ليما".

لا شيء كرونالدو فهو الذهب الذي لا يصدأ، سخروا منه في سن الثامنة عشر عندما كان لاعباً لآيندهوفن الهولندي، حين قالوا ماذا تتوقعون من لاعبٍ نحيل أتى إلى ملاعب أوروبا فقيراً وجاهلاً للغتها، كل ما يعرفه هو كيف يلعب كرة قدم، البرازيلي لم ينتظر كثيراً ليبهر الحاضرين بتسجيله 35 هدفاً في أول 36 مباراة لعبها مع النادي الهولندي.

ولأن الجواهر لا تخبئ نفهسا في القارة العجوز فبعد موسمين رائعين في هولندا، قرر على إثرها المدرب "بوبي روبسون" جلب الظاهرة معه إلى برشلونة في عام الـ1996 ليلعب مع النادي الكتالوني موسماً رائعاً سجل فيه رقماً تاريخياً لم يكسر بعد، حيث سجل 47 هدفاً في 49 مباراة.

لم يحتاج للأدلة والبراهين ليثبت قدراته الخارقة التي أبهرت الحاضرين في هولندا وإسبانيا، لينتقل بعدها إلى تحدٍ جديد في دوري عُرف بجدار قلعته روما، فوقّع مع الإنتر الذي افتقر إلى سلاحٍ يقارع فيه الميلان واليوفي، سلاحٌ كسرَ فيه أقوى دفاعات أوروبا والعالم بمرواغاته التي أطربت من كان به صممُ وأعيت جميع الحراس والمدافيعن الذين أعاقوه بإصابةٍ لئيمة في الرباط الصليبي غاب على إثرها عدة شهور وعاد بعدها للعب مطلع الألفية الجديدة ليشارك لمدة (7) دقائق فقط في مباراة فريقه مع لاتسيو قبل أن تقف المدرجات وترتعش القلوب خوفاً على رونالدو الذي خرج متألماً من إصابة ثانية أدت إلى انقطاع أوتار ركبته اليمنى.

لكن رونالدو عاد حقاً عاد، عاد ليرفع كأس العالم في مونديال اللاخسارة للبرازيل في 2002، متوجاً نفسه كأفضل لاعب وهداف في البطولة التي انتقل إثرها إلى النادي الإسباني ريال مدريد بين عامي الـ2002 والـ2007، دون أن يربي حقداً وكراهية عند جماهير البرشا التي بقيت تتابعه لعشقها للكرة التي تلامس قدماه، الحال نفسه عند جماهير الإنتر عندما انتقل رونالدو إلى الغريم الميلان ليلعب بجوار مواطنه "ريكاردو كاكا"، لكنه لم يلعب سوى 14 مباراة سجل فيها 7 أهداف، وفي يوم 13 شباط 2011 عادت لعنة الإصابات وغيبته عن الملاعب لمدة (9) شهور، ليعود بعدها إلى نادي كورنثيانز من أجل استعادة لياقته التي فقدت بريقها من كثرة الإصابات اللعينة التي ذكرها الأسطورة "ماردونا" حين قال: "لولا إصابات رونالدو لما ذكرني التاريخ أنا وبيليه".

وفي عيد الحب من عام الـ2011 أعلن فيها ظاهرة العشق اعتزاله اللعب في مؤتمرٍ تكلّلَ بالدموع حين قال: "أريد اللعب أكثر لكن جسدي يؤلمني"، لتغيب بعدها الشمس عن الملاعب التي نثر فيها سحره لعقدين من الزمن.

ملعونةٌ أيتها الإصابات التي حرمتنا من أيقونة أغنتْ وأطربت أجيالاً، فالقلب يهتف بأبجديات العشق والاشتياق والعقل يستذكر أغلى الذكريات وأجمل الروايات التي كتبها الأسطورة رونالدو في عالم المستديرة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: