Wednesday November 12, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

المساعدات الأمريكية للشمال السوري بين الغاية الإنسانية والهدف السياسي

المساعدات الأمريكية للشمال السوري بين الغاية الإنسانية والهدف السياسي

تبرز المساعدات الأمريكية إلى الشمال السوري، وسط تحولات في المشهد السياسي والتحالفات القائمة، إذ يتفرع الأمر إلى خلفيات وأهداف سياسية أمريكية في المنطقة.

التمويل الأميركي الجديد يُعتبر أول تحرك جدي خارج نطاق الأمم المتحدة منذ الفيتو الروسي الصيني على دخول مساعدات دون إذن الحكومة السوري، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول مدى ارتباط هذه الخطوة بالتغييرات التي شهدتها ساحة الصراع السورية على المستوى السياسي.

في البداية يمكن احتساب المساعدات الأمريكية كوسيلة لتشجيع "المجلس الوطني الكردي" التابع للائتلاف لتوقيع اتفاقية مع قسد المدعومة أمريكياً، لا سيما أن روسيا تسعى إلى جذب الطرف الكردي إلى صفها عبر عقد اتفاقيات بين قسد ومنصة المعارضة في موسكو.

يمكن التعويل على الخيار السابق، من خلال ما كشفته مصادر معارضة، بأن المساعدات الأمريكية تشمل مناطق سيطرة قسد ومناطق درع الفرات "فصائل تركيا"، وهو ما يعني أن الأمريكي يحاول التقريب بين "قسد" و"فصائل تركيا"، بما يفرض فض الاشتباك العسكري بين الطرفين، على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية.

في الخيار الثاني، يمكن أن تكون المساعدات بمثابة إيعاز لاستئناف الدعم في محافظة إدلب، بعد أن أوقفت الدول الغربية دعمها في الشمال السوري بعد سيطرة النصرة على إدلب وريفي حماة وحلب.

ويستدل على ذلك من تصريحات المبعوث الأمريكي جيمس جيفري إلى سوريا، الذي قلل من الخطر الدولي للنصرة، خصوصاً أن الجبهة تحاول مؤخراً تسويق نفسها دولياً عبر طرح أدوات مدنية مثل "الحكومة المؤقتة".

ويمكن أن يكون استئناف الدعم الأمريكي يمثل إشارة حقيقية على أن المعارك العسكرية انتهت في إدلب بالتفاهم والتنسيق بين الدول المؤثرة في القضية السورية، وبأن الولايات المتحدة أصبحت مقتنعة بتصريحات وإجراءات "النصرة" التي اتخذتها مؤخراً لإخراجها من قوائم الإرهاب.

على ما سبق، لا يمكن اعتبار المساعدات الأمريكية في أي وقت وأي زمان لمجرد "حسن النية"، فالوقائع والأحداث الماضية تشير دائماً إلى وجود غاية سياسية خلف الدعم والمساعدات، في إعادة لسياسة العصا والجزرة التي ترسخت كمقولة مرتبطة بالسياسة الأمريكية.

كما أن إدارة ترامب تريد نصراً سياسياً يعطيها أفضلية في الانتخابات الأمريكية المقبلة، فالجري الأمريكي السريع نحو توقيع اتفاقيات التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية، يمكن أن يؤخذ أيضاً في هذا الاتجاه.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: