أصوات الفرح توقظ الحياة في مدينة بانياس
نورس علي
"أنا فرحانة كتير لأن اليوم عيد، وعطتني ماما 200 ليرة لأركب بالدويخة" هكذا كان جواب الطفلة "مي عثمان" في أول أيام عيد الأضحى عندما سألناها عن فرحة العيد.
"مي" طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها بدت بفستانها الزهري المزركش كما الربيع تتمايل كنسمة خفيفة تتنقل بين لعبة وأخرى بفرح كما العصفور الصغير، فهي حصلت على عيدية من والدتها وتتنزه مع صديقاتها الصغر.
بينما الطفل "عبد الله يوسف" فأكد أن ساعات الليلة السابقة كانت بالنسبة له طويلة جداً في انتظار ساعات صباح عيد الأضحى، حيث أراد المعايدة على والديه وأقاربه والحصول على العيدية ليقصد مدينة الملاهي ويتمتع مع رفاقه بساعات نهار طويل، كما قال لجريدتنا، فبعد عام دراسي طويل وصعب في التحضير لامتحان الشهادة الإعدادية أنهاه بتفوق يتناسب وجهده المبذول، خاصة وأن عيد الفطر السابق لم يحتفل به ولم يخرج من منزله.
الطفلة ذات الأحد عشرة عاماً "عائشة محمد" وجدت ضالتها بلعبة السيارة الهزازة والتي ترغب أن تنام فيها لولا الضجيج المحيط بها من لعب الأطفال بالأسلحة البلاستيكية التي تطلق حبيبات بلاستيكية صيبها بين الحين والآخر وقد تؤذيها في عينيها.
السيدة "نجاح ع" ربة منزل رافقت أولادها خلال لعبهم على الكورنيش البحري في مدينة "بانياس"، أكدت أن الظاهرة التي أصبحت جزء من الشكل العام للأعياد والاحتفالات وتجوب الشوارع والأحياء وهي الألعاب الحربية من مسدسات بلاستيكية وبنادق بمختلف الأشكال وبمختلف الذخائر البلاستيكية، هي الحالة التي تخيفها لما تحمله من مخاطر محتملة، رغم أنها بلاستيكية، فالأطفال شكلوا مجموعات حربية صغيرة تحاكي الحالات الحربية الحقيقية وبدأوا بتطبيق ما تعلموا في هذا الحرب الحقيقية المستمرة منذ تسعة سنوات.
وحال الكبار بالسن اختلف تماماً عن حال الأطفال، فالصباح الباكر كان لأداء صلاة العيد في المساجد، وعقبها القيام بالمعايدات، كما أوضح الحاج "عمر مصطفى"، وتابع لجريدتنا: «في العيد تحلو وتزهر القلوب بصلة الرحم بعد فترة من العمل المتواصل لتأمين الحياة الكريمة، وخاصة فرحة الأطفال وقدومهم مع أهاليهم إلى المنزل الذي عاشوا فيها قسطاً من العمر، فهي فرصة للعودة إلى ما كنا عليه قبل عشرة سنوات تقريباً».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: