هل تنطلق "ثورة عشائرية" ضد "قسد"..؟
أعلنت عشيرة "البو خابور"، العربية "الثورة" ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، بوصفها "ميليشيات إجرامية انفصالية"، مشيرة إلى أن كامل عناصر هذه الميليشيا بات هدفا مشروعاً لها بعد الجريمة العنصرية التي ارتكبها عدد من أفراد "الآسايش"، من خلال تصويرهم لمقطع فيديو يظهر اعتداءهم على رجل وامرأة قبل تصفيتهم من خلال إطلاق الرصاص بشكل مباشر.
عشيرة "البوخابور"، أعلنت في بيان حصلت "جريدتنا"، على نسخة منه، وتناقلته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أن "مجالس عسكرية"، شكلت من قبل العشائر العربية القاطنة في مناطق "شرق الفرات"، من ريف دير الزور للبدء بعمل عسكري منظم ضد "قوات سورية الديمقراطية"، التي ترتبط بشكل مباشر بـ "قوات الاحتلال الامريكي"، الأمر الذي من شأنه أن يأخذ المنطقة الشرقية إلى اشتعال ميداني تخشاه "قسد"، كثيراً، وعملت طيلة السنوات الماضية على تجنب وقوعه من خلال خلقها لـ "وجهاء عشائر"، على مقاسها.
ردات الفعل الأولية تجاه البيان من قبل عدد كبير من أبناء المنطقة الشرقية الذين تواصلت معهم "جريدتنا"، بأنه يمهد لـ "ثورة عشائر"، ضد وجود "القوات الأمريكية" و"قوات سوريا الديمقراطية"، ويبدو إن تجارة السلاح التي أدارها قادة "قسد"، في المنطقة الشرقية أثر السيطرة على المستودعات التي كان يمتلكها تنظيم "داعش"، قبل انسحابه من المنطقة، ستوفر القدرة على حراك قد يتطلب جهات داعمة لهذا الحراك ضد "قسد"، الأمر الذي يعني بالضرورة إن الحرب ستنشب في المناطق الواقعة شرق "نهر الفرات" قريباً، إلا إذا ما مارست بعض الجهات الضغوط على "البوخابور"، لتقبل بالتصالح مع "قسد"، التي قد تجنح نحو الأدعاء بإن مرتكبي الجريمة باتوا في سجونها لتتم محاسبتهم بزعم إن الجريمة العنصرية لا تمثل أفكار "القائد أوجلان"، الذي يقود "حزب العمال الكردستاني"، من داخل معتقله في تركيا، أو ستذهب نحو دفع "دية مالية"، إلى ذوي ضحايا الجريمة، ليصار إلى تهدأة الأجواء بطي ملف الجريمة.
وفي حال أصرت "البوخابور"، على موقفها، فإن مصادر عشائرية ترى إن الأمر لن يصل إلى "ثورة عشائر"، نظراً لتمكن "قسد"، من استقدام دعم من قبل النظام السعودي الذي أرسل مؤخراً وزيره لشؤون الخليج "ثامر السبهان"، حاملاً سلة من الوعود لمن نصبتهم "قسد"، مشايخاً على العشائر العربية الكبرى، مع التعهد بتقديم دعم مالي، مشيرة إلى أن "البوخابور"، قد تلقى مصير عشيرة "الشعطيات"، حين ثورتها على تنظيم "داعش"، إذ قام التنظيم الإرهابي في ذلك الوقت بتصفية عدد كبير من أبناء عشيرة "الشعيطات"، في محاولة منه لقمع أي محاولة من العشائر العربية للثورة ضده، وقياسا على ممارسات "قسد"، التي لا تختلف كثيراً على ممارسات التنظيم، فقد تذهب نحو الاستقواء بـ "التحالف الأمريكي"، بزعم إن "البوخابور"، توالي تنظيم "داعش"، أو إنها تحاول إثارة الاجواء في المنطقة الشرقية بدفع من الدولة السورية، إذ تعتبر "قسد"، إن التواصل مع الحكومة السورية جريمة، على الرغم من مزاعمها بـ "الرغبة بالحوار مع دمشق"، وبأنها "ذات مشروع وطني سوري".
الحراك الشعبي ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، و"القوات الأمريكية"، بات ضرورة قصوى في مرحلة حساسة من عمر الحرب في المنطقة الشرقية، إذ تذهب "قسد"، نحو استجلاب الدعم الدولي من خلال ابتزاز دول "غرب أوروبا"، بملف المقاتلين الأجانب، والسعودية دخلت في مرحلة من الصدام المباشر مع "تركيا"، في ملف الشرق السوري من خلال تقديمها الدعم المباشر لـ "قسد"، والأكثر خطورة هو الحراك الإسرائيلي في تدجين الميليشيات الكردية المسلحة المرتبطة بـ "الكردستاني".
المصدر: خاص
شارك المقال: