إيران وحلفاؤها على المحك في قضية أرامكو.. والعراق بريئة
على الرغم من إعلان المقاتلين الحوثيين تبنيهم للهجوم المزدوج، السبت الماضي، على منشآت "أرامكو" النفطية في بقيق وخريص شرقي المملكة، إلا أن السعودية وأميركا أصرتا على توجيه أصابع الاتهام على خلفية الهجمات إلى إيران وحلفائها.
اصرار الولايات المتحدة جاء على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، وبتأييد سعودي بعد تأكيد خبراء اطلعوا على صور لخزانات النفط المتضررة في الموقعين، والتي تؤكد أن الهجمات جاءت من الشمال الغربي للموقعين، أي من العراق أو إيران على حد زعمهم، حيث لايزال الجدال محتدماً حول الجهتين المسؤولتين عن جهة الإطلاق، ومناطق الاستهداف.
وعلى ذلك أكد بومبيو في اتصالٍ هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن العراق غير مسؤول عن الهجمات، لكنه لم يؤكد مسؤولية إيران عنها، في الوقت الذي أشارت تحقيقات ماتسمى قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إلى أن الأسلحة المستخدمة في الهجمات إيرانية الصنع.
الهجمات الأخيرة عطلت نصف انتاج النفط السعودي أي بما يعادل 5.6 مليون برميل والتي كانت تصل يومياً إلى الأسواق العالمية، يقابله تأكيد السعودية بأن عملية الانتاج ستعود إلى العمل خلال يومين، إلا أن خبراء البترول أكدوا بأن هذه العملية ستستغرق مابين 20 إلى 30 يوماً لإعادة عملية الانتاج.
فيما يراهن ولي العهد السعودي على رؤيته المستقبلية ضمن خطة وضعها في عام 2023 بإيجاد بدائل ايرادات للنفط السعودي عبر بيع أسهم أرامكو في سوق البورصة ، وسط ضغوط ومطالبات الولايات المتحدة بنسبة كبيرة من إيرادات النفط النفط السعودي، عقب تهديدات الرئيس الأميركي بـ"عقاب قاسٍ" للرياض إذا صح تورطها في حادثة مقتل خاشقجي، والتي أكدت تقارير أميركية وتركية مقتله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
هذا وتعيش السعودية واقع هشاشة حقيقية في الرد على إيران عسكريا، حيث تعاني المملكة من واقع اقتصادي عسكري صعب منه حربها مع اليمن ودفع جزية النفط لأميركا، التي تعادل نف مليون برميل يومياً مقابل التستر على قضية خاشقجي ومؤخراً فشل المنظومة الدفاعية في التصدي للصواريخ التي أطلقتها اليمن على منشأة أرامكو، إلا أن ذلك لايبرأ أيران من تصعيد الوضع العسكري والاقتصادي في المنطقة، في خوض معارك غير مباشرة خارج مناطقها للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها الشريك التجاري الأبرز للمملكة، حيث يعتمد الرئيس الأميركي على السعودية لتعويض أي نقص محتمل في النفط في السوق العالمي، بسبب العقوبات الجديدة التي سيبدأ تطبيقها على طهران مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
المصدر: وكالات
بواسطة :
شارك المقال: