Tuesday October 8, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ميليشيات أردوغان الخاصة بالحروب.. خطر تحذر منه دراسة "إسرائيلية"

ميليشيات أردوغان الخاصة بالحروب.. خطر تحذر منه دراسة "إسرائيلية"

نشر "مركز القدس للاستراتيجية والأمن" دراسة أعدها الخبيران الإسرائيليان في الشأن التركي، حاي ايتان كوهين ياناروغك، والخبير في الشؤون العربية والجماعات الإسلامية، جوناثان سباير، حول الخطر الذي تمثله "ميليشيات أردوغان" المسلحة، التي تشكلت في السنوات الأخيرة.

وجاء في الدراسة، بأن « الفوضى التي شهدتها المنطقة على خلفية أحداث "الربيع العربي" في السنوات الأخيرة، أفرزت عنصراً إشكالياً ينبغي التصدي إليه، وهو تشكيل الإدارة التركية وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، تحدياً كبيراً لجاراتها، مستغلة وضعها الدولي المهم وعضويتها في حلف "الناتو".

ويرى الخبيران الإسرائيليان بأن «هناك عنصر آخر يشكل الخطر ذاته، على الرغم من أن هناك حاجة ملحة للعمل من أجل وقفه، إذ يجري الحديث عن الميليشيات المسلحة الخاصة التي شكلها ويرعاها النظام التركي، ويستعين بها من أجل قمع معارضيه في الداخل، فضلاً عن عمليات تنفذها في الخارج».

وأضافا بأنه في العقد الأخير شهد قيام الرئيس التركي بتشكيل شبكة من الميليشيات الخاصة تضم مقاتلين سوريين، دورها هو المساهمة في تطبيق خطته الكبرى لإعادة النفوذ التركي على الأراضي التي كانت تعد ضمن الإمبراطورية العثمانية سابقاً، ويجري الحديث عن مناطق تضم أراضي السلطة الفلسطينية وسوريا وحتى القوقاز». معتبران أن النظام التركي يستغل هذه الميليشيات من أجل قمع معارضيه في الداخل، أو لتنفيذ عمليات خارجية، وهو أمر يحمل تداعيات كبيرة على استقرار الشرق الأوسط، وعلى مستقبل الديمقراطية التي تحطمت في تركيا.

وكشف الخبيران بحسب ما جاء في الدراسة أنه في «السنوات الخمس الماضية، أرسلت تركيا قوات مسلحة إلى شمال سوريا وشمال العراق، ودعمت حركة "حماس" في غزة، ودخلت في مناوشات مع اليونان وقبرص، كما دعمت عسكريا حليفها القطري، وحليفتها أذربيجان، وكذلك تدخلت في ليبيا، متسببة في حالة من الانقسام وعدم الاستقرار».

ويعتقد الخبيران «أن دور الميليشيات المشار إليها هو منح الرئيس التركي مخزوناً كبيراً من الموارد البشرية الأجنبية المجهزة والمدربة جيدا، والتي يسهل للغاية نشرها في أي مكان، معتبرين أنها أداة لتسليط الضوء على القوة التركية وفي الوقت نفسه يمكن لأنقرة أن تنفي صلتها بها».

وبحسب الدراسة، «يحاول أردوغان، عبر الاستعانة بهذه الميليشيات الأجنبية، تقليص الضغط الداخلي ضد المؤسسة العسكرية في عملياتها خارج البلاد، لأنه يسهل استدعاء الجنود النظاميين لتنفيذ مهمات في دول مثل سوريا والعراق بزعم حماية الأمن القومي، بيد أنه من الصعب الترويج داخليا لمسألة إرسال جنود الجيش التركي إلى ساحات أخرى بعيدة، ومن ثم أراد أردوغان تحقيق إنجازات عسكرية في ساحات منها ليبيا أو إقليم ناغورني قره باغ، من دون سقوط جندي نظامي واحد».

ويرى الخبيران بحسب الدراسة، بأن «السياسات الخارجية التركية، تسير في اتجاه كونها أشبه بمنظومة علاقات عامة تخدم صورة أردوغان ونظامه، عبر ملف الطائرات التركية المسيرة أيضاً التي يزج بها في عمليات عسكرية في سوريا أو ليبيا أو القوقاز، فضلاً عن بناء قواعد عسكرية في أنحاء المنطقة ونشر قوات عسكرية تركية كمراقبين في إقليم ناغورني قره باغ».

الأمر الذي يشير بأن أنقرة تواصل طريقها نحو إحياء الإمبراطورية العثمانية، وتعود إلى وضعها الإقليمي المناسب، ولديها تأثير داخل حدود الإمبراطورية السابقة، بحسب المركز الذي يرى «أن السياسات الخارجية التي يمكن وصفها بـ ”السياسات العثمانية الجديدة“ تستقطب التيارات الإسلامية».

ولفت المركز إلى أن الميليشيات التركية تقوم بالأساس على ضباط كبار سابقين كانوا قد أقيلوا من الجيش التركي في وقت سابق قبل إعادتهم للعمل عبر قنوات غير رسمية، مثل العميد (احتياط) عدنان تانريفردي (76 عاماً) والذي تم تعيينه مستشار أردوغان لشؤون الأمن القومي، عقب محاولة الانقلاب عام 2016، ويعد شخصية مركزية في منظومة الميليشيات التركية.

وتابع أن «تانريفردي، الضابط السابق في سلاح المدفعية، أسس عام 2012 شرطة خاصة للاستشارات الأمنية ”SADAT Defense“، هو و22 ضابطاً سابقاً تم طردهم من الجيش في الماضي، وهذه الشركة هي الشركة الخاصة الوحيدة في تركيا، وهي الكيان المسؤول عن الحروب غير النظامية التي تشارك فيها تركيا عبر أذرعها، وعن تجنيد وتأهيل العناصر الإسلامية التي تشارك في عمليات لخدمة أردوغان».

وتجند تركيا الموارد البشرية لصالح العمل داخل هذه الميليشيات من داخل منظومة اللاجئين السوريين الذين اضطروا لترك بلدهم أو الذين يعيشون في شمال سوريا في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية النظامية.

 

 

 

 

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: