النفايات الأوروبية في مكب تركيا.. وخطر بيئي يلوح في الأفق

كشف تقرير بيئي لمنظمة "السلام الأخضر" العالمية أن «أنقرة تستورد سنوياً أطناناً من النفايات من دولٍ أوروبية، بهدف إعادة تدويرها، لكنها فشلت في ذلك، ما حوّل شواطئ جنوب البلاد إلى مكبٍ للقمامة».

وبحسب ما جاء في التقرير، أن «موظفيها عثروا على نفايات من مصادر ألمانية وبريطانية داخل تركيا في مناطق تقع بالقرب من الحقول الزراعية وفي مجاري مائية كالأنهار، إضافة لعبوات اختبار فيروس كورونا».

وعقب صدور التقرير، أصدرت وزارة البيئة وتخطيط المدن التركية قراراً يمنع استيراد النفايات الأوروبية، وذلك بعد انتقادات ومناشدات وُجِهت إليها على نطاق واسع.

وحول السبب الرئيسي لقرار أنقرة بوقف استيراد النفايات الأوروبية، قال العالم البيئي التركي غونار يالنتش إن «السبب يكمن في ثمنها الباهظ، إضافة لتكلفة نقلها من دولٍ أوروبية»، مشيراً إلى أن «الانتقادات التي وُجِهت لوزارة البيئة تسببت أيضاً في منع استيراد النفايات».

وأضاف يالنتش أن «أغلب النفايات المستوردة هي مواد بلاستيكية تحتاج قروناً لتذوب في الطبيعة إلى جانب أنها تحوي مواد سامة، ولذلك كان إلغاء استيرادها أمراً ضرورياً، فهي تشكل خطراً على البيئة وسكان المناطق التي تتلف فيها هذه النفايات، كما أنها تتسبب في موت العديد من الحيوانات إذا ما تناولتها كالأسماك».

وأكد أن «70% من النفايات المستوردة يتمثل بمادة البلاستيك و30% هو محتوى تلك المواد، وبالتالي لا تستطيع أنقرة إعادة تدوير كل تلك الكميات بنجاح ولذلك تتلف كميات منها».

وتعد تركيا البلد الأكثر استيراداً لأكبر عدد من النفايات البلاستيكية من أوروبا طيلة الـ 16 عاماً الماضية، وفق ما ذكره العالم البيئي.

وبيّن يالنتش أن «عدم تخصيص الحكومة للأماكن التي يتمّ فيها إعادة تدوير النفايات أو التخلص منها تسبب بتلوث بيئي بعد رمي النفايات في البحر والأنهار والجداول المائية».

وأشار  إلى أن «تركيا قبل سنوات واجهت مشاكل مماثلة عندما لم يتم إعادة تدوير نفايات كيماوية أو التخلص منها بطريقة مناسبة، حصل ذلك في إزمير وأدى إلى إصابة بعض العمال بالسرطان، إلى جانب التلوث البيئي الذي لُحق في تلك المنطقة».

واستوردت أنقرة العام الماضي، 48,500 طن من النفايات شهرياً من أوروبا، مقابل 33 ألف طن في الشهر الواحد في عام 2018، بحسب الأرقام التي أوردها المعهد الأوروبي للإحصاءات "يوروسات".

 

المصدر: مواقع

بواسطة :