Monday November 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الفكر وحده طريق النجاح

الفكر وحده طريق النجاح

النجاح لا يُرفع بشعاراتٍ، ولا يُجلب بعرض يافطاتٍ سَئمَ الشارع الكروي من تكرارها في مؤتمراتكم، حتى دخل في صراعٍ دموي بين رياضةٍ محلية وعالمية تخرجهُ من قرف الأولى، وإبر المورفين لن تنفع بتهدئة جماهيرٍ ناقدة مستاءة من اتحادٍ رياضي همه الأول والأخير كرسيٌ يلمّع فيه صورته.

 علاج الخيبات لا يبدأ بتقديم الضحية ومحاسبتها على ما ارتكتبت، ولا بإطاحة مدربٍ هرم والإشادة بالخبرات الوطنية التي يصبُّ عليها الغضب والسخط في حال الفشل الملازم للكرة السورية،  فالقصة تبدأ بتغيير الفكر الذي اهترأ من الصدأ منذ (40) عاماً، فالكل بات يعلم أن كرة القدم أصبحت علماً يُدرس ونهجاً تتبعه الحكومات من أجل إسعاد شعوبها وخير دليلٍ على ذلك أيسلندا التي أطاحت بمخترعة الكرة إنكلترا من بطولة أوروبا 2016، مع العلم أنها ليست رياضتهم المفضلة حتى أن تصنيفها في الفيفا كان خلف المنتخب السوري.

والتطوير بحاجة الشباب المتنور رياضياً لا برجلٍ ثمانيني كان مسؤولاً عن خروج منتخب الرجال من تصفيات مونديال البرازيل، وتبادل الخبرات الكروية يكون مع اتحاداتٍ متمرسة باللعبة الأكثر جماهيرية في العالم، وليس مع اتحاد دولة يصعب لفظ اسمها فما بالك بخبرتها الكروية التي لم يُعترف فيها من قبل الفيفا بعد؟.

فاهدأ أيها المتابع الغيور ولا تُخرج العكيد معتز الذي في داخلك، فلجنة التطوير تعمل جاهدةً رفقة اتحادها الذي وقّع مع الاتحاد الأبخازي لكرة القدم مع كامل الابتسامة والرضا، فيا أختي الشقيقة أبخازيا أعتذر منك وأتساءل بلسان متابعٍ مولعٌ قلبه، ما الذي ترجيه من اتحادنا الموقّر؟، فصدقاً مثلما تقدمت علينا منتخبات آسيا الشرقية سيكون لك يوماً تسخرين فيه من كرتنا!

وخيبة الخروج من آسيا مازال صداها يُسمع في المدرجات، ومشاكل شارة الكابتن أصبحت علكة الجماهير التي احتارت بتسمية الضحية من المسبب، وثقافة الاحتراف التي افتقدها اللاعبون أزّمت الموقف فالتدرج بين الفئات العمرية للمنتخب ليس حجةً للحصول على الشارة، ولا النجومية العربية طريقاً لها ولاتُأخذ بالوصاية بحكم الشعبية المطلقة عند جماهيرٍ تغلب عليها العاطفة، فشكراً لمن شارك في معركة الشارة التي أخرجت الاتحاد ببياض الوجه، ولأن إرضاء الناس غايةٌ لاتدرك فلنأخذ بقرار الناخب البرازلي "تيتي" عندما درّج شارة القيادة بين لاعبي أعرق منتخبات العالم في المونديال الأخير، واللعب من أجل القميص أفضل  ثقافةٍ انتهجتها المدرسة الإيطالية المتوجة بأربع ألقاب مونديالية، وبصيص الأمل لن تلعنه النسور التي وعدت بتقديم أداءٍ يليق بأسمائها في الوديات المقبلة والاستفادة من الوافدين الجدد إلى إدارة المنتخب مضمونة، بحكم الخبرة التي تلقوها من قطر التي حصدت ثمار مشروع "أسباير" للتفوق الرياضي حين استفادت من المدرسة الإسبانية وحصدت معها لقب كأس آسيا، مع نسيان ما حصل عند التوقيع مع الاتحاد القطري الذي قدم الأرض والمعسكرات والدورات التدريبية في وقتٍ ما.

وأسطورة العاجي "ديديه دروغبا" مازالت حية ونداؤه الأخير الذي أوقف حرباً أهلية دامية خلفت أكثر من (4) آلاف قتيلٍ في ساحل العاج بإفريقيا، حين جمّع الإيفواريين خلف شاشات التلفاز ولملم الجراح بفرحة التأهل إلى المونديال، فالسبع العجاف مضوا والشعب المنهك مازال واقفاً يرجو فرحة من أجل التوحيد ونسيان ما مضى، والقميص وحده من يجلبها حين يُرفع في مونديال 2022.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: