تغطية مظاهرات لبنان محكومة بالميول والمصالح
كتبت مهى زراقط في صحيفة الأخبار عن التغطية الإعلامية للقنوات اللبنانية للمظاهرات في لبنان، حيث تشير الكاتبة إلى أن الوسائل الإعلامية التابعة للشخصيات السياسية التي تُصبّ عليها الاتهامات في الساحات "كلّن يعني كلّن" يغطون التظاهرات، طبعاً كلّ وفق أجندته ومصطلحاته ومقاربته.
وتعمد الكاتبة إلى مقاربة الخلل المكشوف في التغطية الإعلامية للاحتجاجات، وتقسمه إلى خلل بطابع طريف مثل طلب أحد المتظاهرين عبر قناة المنار حضور راقصة إلى ساحة التظاهر في النبطية، وخلل بطابع جدّي يظهر في الاحتجاج على عدم نقل القنوات "الجديد - ال بي سي - ام تي في" للمظاهرات المستمرة أمام مصرف لبنان، وبين النوعين عشرات الفيديوهات لمقاطعة مذيعين وطرد آخرين وتكسير كاميرات.
وتقول الكاتبة بناء على هذا "ليس اكتشافاً القول إن كلّ وسيلة إعلامية تغطي الحدث من وجهة النظر السياسية لمالكيها، لكن يصعب على من يدرك دورة العمل في المؤسسات الإعلامية أن يتجاوز الحديث عن فسادها، حتى عندما يرغب في الإشارة إلى دور إيجابي قد تلعبه".
وتتابع: "المسؤولية الوطنية تفرض تذكير الناس بأن لكلّ وسيلة إعلامية ارتباطات ومصالح، وأن هذه الوسائل قد خذلتهم مراراً وتواطأت عليهم مراراً، مثلها مثل السياسيين الذين ننتفض اليوم في وجههم. النظام الذي يهتف اللبنانيون لإسقاطه لا يُستثنى منه الإعلام"... وهنا تطرح الكاتبة مثالاً في الانتخابات النيابية الأصحفخيرة، التي جعلت كل قناة تفرز ظهور المرشحين على شاشتها بحسب ميولها.
ومن هنا يحضر الخبر العاجل على ال بي سي بنزول النائب سامي الجميل إلة مظاهرة جل الديب كخبر عاجل، وأيضاً غياب الجديد عن تغطية المظاهرات أمام مصرف لبنان منذ أن تحولت الهتافات إلى مالكها تحسين خياط في اليوم الأول للتحرّك أمام المصرف.
وتلفت الكاتبة في نهاية المقال إلى أن الهدف لدى القنوات من النقل المباشر المستمر للمظاهرات ليس إيصال صوت الناس، بل هو "الرايتينغ" (نسب المشاهدة)، والمفروض ليس فقط فتح الهواء للناس ومقاطعة السياسيين، بل التصدي لمهمة أصعب وهي تقديم معلومة صحيحة، وشرحها، لكي يستطيع الناس أن يتخذوا موقفاً واضحاً منها.
المصدر: صحف
بواسطة :
شارك المقال: