Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

كُتبت على السوريين الخيبات الرياضية

كُتبت على السوريين الخيبات الرياضية

حسان يونس

عندما لا نملك ملعب معشب واحد، عندما لا نملك صالة تصلح لكرة السلة، عندما ننسى أن لدينا كرة طائرة وكرة يد، عندما لا نملك قناة رياضية واحدة لا تحكمها مزاجية أصحاب القناة بما يعرضونه على شاشتها، عندما نسلّم المناصب الرياضية لمن ليس لهم علاقة بالرياضة، عندما يحكم رياضتنا اتحاد لا نراه إلا يشكو القلّة، عندما نرى أبطالاً سوريين بأحذية مهترئة في بطولات عالمية.

كل ذلك لدينا... فلا تسأل عن الإنجازات الرياضية، ولماذا يخرج منتخب السلة من تصفيات كأس العالم بخسارات قاسية وفوارق فلكية أمام منتخبات بلدان مجاورة، لا تسأل عن الأداء المخيب لمنتخب كرة القدم في بطولة آسيا، ولمَ غابت التتويجات السورية في الأولمبياد العالمي. 

لا تسأل لماذا يهرب الرياضيون بعد تتويجهم، "غادة شعاع صاحبة الذهبية اليتيمة في الأولمبياد موجودة في ألمانيا" ناصر الشامي صاحب آخر ميدالية أولمبية موجود في كوبا"

خرجنا إلى هذه الدنيا ونعيش الخيبات الرياضية الواحدة تلوة الأخرى، مع نفس الوجوه التي لم تتغير ولن تتغير إلا بقرار إلهي، ومع نفس الوعود والخطابات وخيبات الأمل من المسؤولين في رياضتنا وهم يخرجون علينا بعقلياتهم المتحجرة ومبرراتهم المعهودة بعد كل فشل رياضي، ونحن نشاهد العالم من حولنا قد قطع مسافات شاسعة في التطور والتقدم والتحضر في المجال الرياضي، بعد أن علموا أنّ الرياضة أصبحت الواجهة الحضارية للدول، ونحن ليس لنا إلا أن نتحسر على الواقع الرياضي الغارق في الفساد والمحسوبية، الذي يؤدي بمعطياته الموجودة إلى نتيجة تحصيل حاصل، ومزيد من الفشل والتأخر عن الجميع، وحتى وإن حصل إنجاز رياضي يكون بطفرةٍ أو بجهد شخصي من صاحبه.

مصائب رياضية تنكشف مع أول مشاركة خارجية تُضاف إلى مصائب معيشية، تزيد من هموم السوريين المتعطشين إلى فرح رياضي، يخرجهم من حالة الحزن والفقدان التي يعيشونها هذه الأيام، فحالة الخذلان التي عاشها السوريون في الأيام الماضية مع المنتخب السوري لكرة القدم، ليست جديدة ولن تكون الأخيرة طالما الحلُّ يقتصر على تغيير أسماء والإتيان بجديدٍ قديمٍ لم يحقق شيئاً في الماضي، وأفكار وحلول لازالت تدور في نفس الدائرة مع نفس الوجوه والأشخاص، حوّلت الحلم السوري الذي نتغنى به في كل حدث رياضي إلى كابوس جاثم لن يزول حتى تزول بعض الأسماء الجاثمة في رياضتنا منذ سنين. 

ومع ماتحتاجه رياضتنا في الواقع الحالي من إجراءات وقرارات انقلابية جريئة، سيكون كل ما يقال في بيانات وتصريحات من قبل المسؤولين، عديم اللون والطعم والرائحة ويكون مجرد اعلان وبالون إعلامي ليس إلا، وإبرُ تخديرٍ حتى موعد الفشل الرياضي القادم.

المصدر: خاص

شارك المقال: