القوميون يهددون مستقبل أوروبا
تتجه أوروبا إلى قرار حاسم من خلال انتخابات البرلمان الأوروبي في الأيام القادمة، والتي من المتوقع أن تكون مواجهة حاسمة بين قوى المجتمعات المفتوحة والمغلقة، حيث يكون مستقبل الاتحاد الأوروبي على المحك.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاجم القوميين وأعلن أمس الإثنين أنّ هناك "للمرة الأولى تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية" بهدف "تفكيك أوروبا"، مشيراً بالتحديد إلى ستيف بانون "القريب من السلطات الأميركية" ومتموّلين روس.
وقال ماكرون خلال مقابلة مع صحف مناطقية فرنسية "لا يمكننا إلاّ أن نشعر بالقلق. ينبغي على المرء أن لا يكون ساذجاً، لكنّي لا أخلط بين الدول وبعض الأفراد، حتى إذا كانوا مجموعات ضغط أميركية أو أوليغارشيين روساً قريبين من الحكومات".
وأكّد الرئيس الفرنسي أنّ الانتخابات التي ستجري في دول الاتحاد الاوروبي الـ28 بين 23 و26 أيار الجاري "هي الأكثر أهمية منذ 1979 لأنّ الاتّحاد يواجه خطراً وجودياً".
وتطمح الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية المحافظة المناهضة للوحدة الأوروبية وكذلك الأحزاب الشعبوية إلى زيادة حصّتها في هذه الانتخابات التي سيتم خلالها تجديد البرلمان الأوروبي.
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ "من لا يؤمن بمستقبل أوروبا هو عدوّ لها. القوميون الذين يريدون تقسيمها هم أعداؤها الأوائل".
وندّد ماكرون بما اعتبره "تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية" من أجل "تفكيك أوروبا"، مصوّباً خصوصاً على ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعلى المتموّلين الروس الذين يدعمون "أحزاباً متطرّفة".
وكانت المستشارة الألمانية دعت نهاية الأسبوع الماضي، إلى التصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة قائلةً: "علينا التصدي للحركات الشعبوية التي تحتقر تلك القيم الأوروبية في مواضع كثيرة، والتي تريد تدمير أوروبا. علينا التصدي لذلك بحزم".
تصريحات ماكرون وميركل، جاءت بعد أن جمعت العاصمة الإيطالية "ميلانو" قادة أكثر من عشرة أحزاب قومية برعاية وزير الداخلية الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني، على وقع مظاهرات حاشدة في ألمانيا ورومانيا وبلدان أوربية أخرى، دعت لدعم "أوروبا الموحّدة والجامعة"، وللتنديد بخطاب التيار اليميني والقومي المتطرف الذي يدعو إلى إعادة تشكيل أوروبا وفقاً لمنظوره الشعبوي بعد انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في نهاية الأسبوع الجاري.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: