ماهو ثمن تذكرة عودة سوريا إلى «الجامعة العربية»؟
فعلٌ لم يخطر حتى على بال الأمم المتحدة!
عام 2011.. طردت جامعة الدول العربية سوريا من أروقتها
قرار وصفه أمين الجامعة بعد 8 سنوات بأنه كان «متسرعاً»
وبعد 10 سنوات.. أصبحت العودة مسألة وقت
المكاسب كثيرة ولكن..
ماهو ثمن تذكرة العودة؟
دول عربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق، وزعيمان عربيان.. أحدهما ولي عهد أبوظبي والآخر ملك الأردن، وبعد قطيعة لسنوات، تواصلا هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد.. وهناك من يقول إن الاتصال القادم سيكون مع السيسي!.
أكثر من نصف الدول العربية لديها نوع من التمثيل الدبلوماسي في دمشق أو هي على اتصال بها.
وهناك رحلات جوية مباشرة بين سوريا وأكثر من 7 دول عربية.
خصوم الأمس أصبحوا أصدقاءَ اليوم.. والحبل على الجرار، وصار الحديث العربي عن عودة سوريا إلى «الحظيرة العربية» يُكتب في بـ«البنط العريض».. لكن هناك حلقة مفقودة!.
فتّش عن السعودية!
بدأت الحكاية بمبادرة روسية ودعوة إماراتية في آذار من العام الحالي.. وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان قال حينها إن «بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه».
أعقبه تصريح لافت لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في حضرة لافروف، قال فيه إن «سوريا بحاجة إلى العودة لحضنها العربي».. لكن السعودية تراجعت بعد 3 أشهر وأعلنت أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية «سابقة لأوانها».
يبدو أن شيئاً ما حدث دفع السعودية للتريث.. فهل حمّلت لافروف شروطاً لم تقبل بها دمشق؟
وفي أحدث التصريحات حول هذه القضية أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الشهر الماضي، أن الدول العربية لم تتوافق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأن هناك دول ترى أن «الوضع ليس ناضجاً بعد».
ماذا تريد السعودية من دمشق؟
منذ اعتراف محمد بن سلمان في مقابلة أُجرِيَت معه في آذار 2018 بأنَّ «الأسد باقٍ»، شهدت إحدى محاولات التطبيع مع دمشق في نفس العام عرضاً سعودياً بضخ استثمارات في إعادة إعمار سوريا، إذا ابتعدت دمشق عن إيران والمقاومة اللبنانية.. لكن الطلب عاد مع الرفض!.
إذاً.. المطلب السعودي الأقصى هو قطع سوريا علاقتها بإيران مقابل التطبيع.. وهذه معادلة مستحيلة الحلّ، لن تقبل بها دمشق، وتدرك الرياض ذلك.. لابدّ أن هناك حلّاً وسطاً يقضي بأن تراعي دمشق مصالح السعودية في علاقاتها مع طهران، وهذا لايشمل سوريا فقط وإنما لبنان أيضاً!.
باختصار.. السعودية ومصر ودول عربية أخرى يخشون أمرين في سوريا: التغلغل الإيراني والتوغل التركي.
وهدف التكويعة الحالية لدول عربية اتجاه دمشق هو إنهاء أو تخفيف هذه المخاوف.. وصارت شروط التطبيع مع دمشق المتعلقة بتسوية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة مجرّد «همروجة»!.
مكاسب العودة
بعد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، فرضت المنظمة عقوبات شملت حظر السفر على بعض كبار المسؤولين السوريين، ووضع قيود على الاستثمار، والتعامل مع «مصرف سورية المركزي»..
إعادة سوريا إلى الجامعة يعني إنهاء هذه الإجراءات، واستعداد أكبر من قبل الدول العربية لدعم سوريا اقتصادياً.
دول الخليج تملك قدرات مالية تؤهلها للعب دور مهم في التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية السورية، من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات في البنى التحتية أو تقديم مساعدات مباشرة.. وهذا سيكون أول الغيث!.
لكن كل ذلك مرهون بضوء أخضر أمريكي.. ؟!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: