تخفيف جزئي لعقوبات "قيصر".. وأمريكا تسعى للحد من نفوذ تركيا قبل الانسحاب من سوريا!
على ما يبدو أن خط الغاز العربي، كان مفاتح الرئيس لتخفيف عقوبات "قيصر" على دمشق، بسبب معاناة لبنان من أزمة المحروقات، التي دفعت إلى الاتفاقية الرباعية بين "مصر – سوريا – لبنان – الأردن" لتفعيل خط الغاز العربي ومواجهة إيران في لبنان والحد من تدخلاتها، بعد هبة المحروقات الإيرانية التي وصلت إلى لبنان عن طريق سوريا.
وصدر يوم أمس بيان رسمي عن نتائج الاجتماع الذي عُقد قبل أيام، وتضمن بريت ماكغورك المسؤول الأمريكي عن ملف الشرق الأوسط مع الجانب الروسي في جنيف أول من أمس.
وقالت أوساط أمريكية إن «المحادثات الأميركية - الروسية تناولت خط الغاز المصري عبر الأردن مروراً بسوريا نحو لبنان، وتجديد البحث بتطبيق تفاهم 2018 بالنسبة إلى درعا لإبعاد إيران وفصائلها عن خط فك الاشتباك مع "إسرائيل"، ودور تركيا في شمال سوريا، فضلاً عن عدد من الملفات ذات الصلة».
وأضافت أن «ماكغورك هو الذي لعب دوراً رئيسياً في إقناع القاهرة بالموافقة على مد خط الغاز إلى لبنان، للتخفيف من أزمة الوقود والكهرباء الخانقة التي يعيشها»، لكن الخوف من قانون قيصر والتداعيات المحتملة الذي يفرضها قانون العقوبات على كل من يتعامل مع سوريا، أوقفت الموافقة المصرية في ذلك الوقت.
ولم يحصل الاجتماع الرباعي لوزراء الطاقة المصري والأردني والسوري واللبناني لولا "الضور الأخضر من "ماكغورك"، بحسب تلك الأوساط، التي أضافت أن الأمر أكدت عليه "باربرا ليف" المرشحة لمنصب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، أول من أمس، خلال جلسة استماع لتثبيت تعيينها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وقالت: «بحسب ما فهمت فإن البنك الدولي يدعم هذه الخطة كذلك، لهذا تدرس وزارة الخارجية حالياً بحذر أطر القوانين الأمريكية وسياسة العقوبات».
وأشارت ليف إلى أن «الخطة المذكورة تظهر بوادر جيدة»، مؤكدة أن «وزارة الخارجية تتشاور حالياً مع وزارة الخزانة للمضي قدماً بها». وهو ما أكده أيضاً رئيس اللجنة الديمقراطي السيناتور بوب مننديز، معرباً عن انفتاحه على الموافقة على بعض الإعفاءات لعقوبات قانون قيصر الذي أقره الكونغرس في سبيل مرور الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا».
تطورات درعا، ومضي ملف التسوية، دفع الأمريكان إلى ضرورة العودة إلى اتفاق عام 2018، حيث شدد "ماكغورك"، إلى «العودة لإنشاء منطقة منزوعة السلاح" بعد التطورات التي جرت في درعا ودخول القوات السورية إلى المنطقة، وإثارة "إسرائيل" المخاوف من أن تتحول إلى منطقة نفوذ إيرانية، الأمر الذي شددت موسكو على استبعاده»
في المقابل، يُعتبر المسؤول الأمريكي عن ملف الشرق الأوسط " ماكغورك" أبرز معارضي تركيا، ويسعى كثيراً إلى الحد من أنشطتها ويتخذ منها مواقف متشددة، وتقول الأوساط إنه «عادة ما يلجأ إلى روسيا من أجل كبح تصرفاتها، حيث ناقش مع نظيره الروسي تداعيات التصعيد الأخير الذي قامت به شمال سوريا، واستعدادها للتمدد شرق الفرات، نحو المناطق التي يسيطر عليها الأكراد».
وأوضحت الأوساط: «من ناحية هو يرغب في فرملة الاندفاعة التركية، ومن ناحية ثانية يدفع باتجاه حث الأكراد على التوجه أكثر سياسياً وعبر الطاقة نحو نظام دمشق وروسيا». وفيما تتهمه أوساط جمهورية بأنه «يرغب في تسليم روسيا كلياً مسؤولية ملف سوريا، وبأنه يتشارك مع كولن كال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأمريكية، وجهة النظر هذه وموقفه المتشدد من تركيا».
وتشير التقديرات أيضاً عن احتمال حصول تطورات ميدانية على صعيد وجود القوات الأمريكية في مناطق شرق سوريا، بالتزامن مع التغيير الذي حصل على دور القوات الأمريكية في العراق، وإنهائها لمهامها القتالية فيه»، ولفتت تلك الأوساط إلى «وجود زحمة وفود نحو واشنطن، لا تقتصر على الأكراد الذين بدأ وفد منهم في الوصول إليها، ويتوقع أن تصل إلهام أحمد رئيسة "مجلس سوريا الديمقراطية" الأحد في زيارة، ستبدأ أولاً من نيويورك بمناسبة انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل».
وتقول مصادر أمريكية إن «إلهام ستعقد اجتماعات مكثفة مع عدد من مسؤولي إدارة بايدن، جرى التكتم عن أسمائهم، لتجنب الضغوط التي يمكن أن تمارسها تركيا، التي تنشط وفود منها أيضاً في العاصمة واشنطن، للتحضير للقاء المرتقب بين الرئيس التركي رجب إردوغان والرئيس الأمريكي بايدن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وبحسب تلك الأوساط، فإن الوفد الكردي يرغب في سماع مواقف واضحة من الأمريكيين في تلك الملفات، بدعم من ماكغورك الذي تربطهم به علاقات جيدة، خصوصاً حول مخاوفهم من خطط تركية تجاه مناطقهم.
وتحضر تركيا لعملية عسكرية عبر الميليشيات السورية التابعة لها، ضد «قوات سوريا الديمقراطية» "قسد" شرق الفرات (شمال شرقي سوريا)، وسط أجواء يسودها التوتر، وتبادل القصف بين الأطراف، بما فيها القوات التركية.
وتخضع عناصر ميليشيا «الجيش الوطني السوري» لدورات تدريبية عسكرية على مختلف صنوف الأسلحة والتدريبات البدنية، ضمن غرفة عمليات موحدة تحت اسم "عزم"، يجري تحضيرهم لمعركة محتملة ضد «قوات سوريا الديمقراطية» بعد التوتر والقصف المتبادل خلال الأيام الماضية بين الطرفين.
المصدر: وكالات + الشرق الأوسط
شارك المقال: