خريبين والاتحاد "بريئون" .. والجمهور قاسٍ
لطالما تصدرت الحكمة القائلة "إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك" أرشيف عقلية متابعي الكرة السورية، فمن الصعب عليهم تقبل اعتذار آخر من أفضل لاعبٍ في آسيا عام 2017 عن تمثيل المنتخب في الوديات، "عمر خريبين" يثير الجدل ويحرك البحر الغاضب في الشارع الرياضي الذي جفّ لعابه ونفد صبرهُ من اتحاد الكرة وخاب رجاه من لاعبين اعتركوا على شارة القيادة.
"في سوريا دائماً متأخرين" تصريحٌ يعبر عن اهتراء عجلة التطور في كرتنا أدلى به "عمر" عقب الخروج المذل من كأس آسيا، والمشكلة تكمن في معرفة الصواب والأسباب التي أبعدت نجم بيراميدز المصري عن المنتخب في بطولة الصداقة، فالاتحاد نشر بيانه مساء الثلاثاء واللاعب لم يخرج بتصريحٍ يبرر غيابه متمسكاً بالقرار الذي سمحَ له بالذهاب إلى السعودية من أجل تجديد إقامته على أن يلتحق بودية الإمارات.
"فجر إبراهيم" استغنى عنه بحجة إعطاء الفرصة للاعبين الذي شاركوا بالبطولة، قرارٌ يخفي نية الجهاز الإداري والمنتخب ويترك الإجابة عند اللاعب ويبث الذعر أيضاً في قلوب المشجعين الحالمين برؤية خطةٍ مدروسة خالية من الواسطات والشوائب!، من أجل الحلم المونديالي ونسيان الخيبات التي لازمتهم طيلة العقود الماضية في جميح المحافل الرياضية.
المنسق الإعلامي للمنتخب سابقاً "نديم الجابي" و الذي عُرف بانتقاداته اللاذعة للاتحاد يُبرئ الطرفين ويقول لجريدتنا: "لاتوجد مشكلة بين اللاعب والكادر الفني والإداري، "عمر" كان أول المحترفين المنضمين للبعثة لكن إجراءات إقامته بالسعودية احتاجت إلى أكثر من أربعة أيام" وحول احتمال توجيه عقوبة بحق اللاعب قال: "الكابتن "فجر إبراهيم" لم يقبل عودته ليس لخلاف بل لقرارٍ فني، وأداء "عمر" في النهائيات الآسيوية تُبرر غيابه عن الوديات والمعسكرات التي سبقت البطولة".
الالتزام ليس واجباً فقط بل ثقافةٌ تُدرس في الاحتراف وتمثيل المنتخب في الوديات قبل الرسميات، شرفٌ يحلم فيه كل لاعبٍ يريد فرحة شعبه على حساب شهرته واستعياب اللاعبين واحتوائهم، عقليةٌ انتهجها المدرب العالمي "كرويف" وخلفها مدربو أوروبا الذين يدرسون عواطف أولادهم في المستطيل الأخضر قبل تلقينهم الخطط التكتيكية، وتصريحات الناخبين الكرويين قبل اللقاءات، فنٌ يستخدم لإبعاد الشبهات في حال وجود الخلافات.
وكرة القدم أصبحت علماً يُدرس ونهجاً يخطط له من قبل أساطير اللعبة، لذلك يا اتحادنا الموقر بكادريه الإداري والفني ويا لاعبينا المحترفين قبل المحليين أستمحيكم عذراً، وأطالبكم بلسان مشجعٍ مولع بأخذ حصص بعلم الكرة وكيفة إسعاد الشعب الذي اعتمد عليكم في نسيان ويلاته وآهاته التي لازمته طيلة الأعوام الثمانية الماضية.
المصدر: خاص
شارك المقال: