السوريون يحتاجون لكفيل للدخول إلى أراضيهم !
عندما تتوجه إلى الشمال الشرقي من سوريا، خصوصاً في مناطق سيطرة ميليشيا "قسد"، تضع هذه الميليشيا الموالية للجيش الأمريكي شروطاً على الوافدين من باقي مناطق الدولة السورية إليها، ومن بين تلك الشروط وجود (كفيل) لهم للدخول إلى المناطق.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن أحد المواطنين يدعى (إياد.ر) عن تفاصيل الرحلة إلى مناطق سيطرة "قسد"، وهو أربعيني من أبناء مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي الممتد إلى الحدود العراقية، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: «نحن أبناء الشامية (أي الضفة اليمنى لنهر الفرات التي تسيطر عليها الدولة السورية)، نعاني الكثير عند توجهنا إلى مناطق الجزيرة عبر المعابر البرية أو النهرية، حيث تبدأ المضايقات من لحظة وصولنا إلى مناطق سيطرة الجيش الأمريكي وميليشيا "قسد" المتواجدين على الحاجز، بطلب أوراقنا الثبوتية، إضافة إلى وجود ورقة كفيل أي أن يكون هناك شخص من أبناء بلدات الجزيرة بانتظارك لكفالتك عبر إحضار ورقة ممن يسمونه (الكومين) ممهورة بختم من البلدية في تلك القرية».
وأضاف «في حال كانت هذه الورقة غير موجودة، يتم منع الشخص من الدخول إلى تلك المناطق، وفي بعض الأحيان يمكن تجاوز الأمر بعد دفع مبلغ مالي كرشوة للمسلحين المتواجدين على الحاجز، للتغاضي عن هذا الشرط وإدخال الشخص بطريقة التهريب»، بحسب وسائل إعلام روسية.
شروط تأمين الكفيل تنطبق على أبناء بقية المحافظات السورية كافة، ومع وجود المئات من العوائل التي دمرت منازلها في أرياف ريف دير الزور، يعاني الأهالي الوافدين إلى هذه المنطقة بشكل إضافي نظراً لارتفاع إيجارات المنازل التي تصل إلى 250 ألف ليرة سورية، وفي كثير من الأحيان يكون الكفيل هو صاحب المنزل المستأجر، كركيزة أخرى للاستغلال.
وأما عن "الكومين"، فهو شخص تم تنصيبه كـ(رئيس حي أو شارع) في البلدات والقرى الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي وميليشيا "قسد"، أحدهم "الكومين"، تحدث لوسائل إعلام روسية بشكل شخصي مفضلاً عدم نشر اسمه، عن الأوراق والمعلومات التي يحتاجها المواطن السوري لدخول مناطق التي تسيطر عليها ميليشيا "قسد"، قائلاً: «يقوم الكفيل الذي يكون أحد أبناء البلدة أو المنطقة والمعروف من قبلنا بتقديم طلب زيارة للشخص الزائر أو الوافد تكون فيها معلومات الزائر كاملة من بطاقته الشخصية وإذا كانت عائلة معلومات جميع أفراد العائلة ثم يتم توقيعها من قبل الكومين ومكتب شؤون الوافدين ورئيس المجلس في البلدة، وبعد ذلك ترسل للزائر ليتمكن من دخول مناطق الإدارة الذاتية»، مضيفاً «عند حدوث أي مشكلة، فإن الكفيل هو المسؤول، ولا يسمح بدخول أي شخص لا يحمل ورقة الكفالة إلى يسمى مناطق "الإدارة الذاتية"، قاصداً المناطق التي يسيطر الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له في تنظيم "قسد"».
ويقول مسؤولون في "قسد" أن شرط إحضار الكفيل، هو سبب أمني بحت بحجة الحفاظ على أمن المنطقة وعدم السماح لأشخاص إرهابيين أو مرتبطين بتنظيمات إرهابية بالدخول إلى مناطق سيطرتها، في حين أن الدعم الأمريكي لهذه الخطوة شبه معلن ويتمحور محاولات حثيثة لتقسيم الجغرافية السورية، وفصل منطقة الجزيرة شرق البلاد، عن الوطن الأم، بحسب وسائل إعلام روسية.
المصدر: وكالات روسية
شارك المقال: