Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا مقبلة على تحولات حاسمة !

سوريا مقبلة على تحولات حاسمة !

إعداد: فارس الجيرودي

يبدو أن سوريا مقبلة على  لحظة عسكرية-سياسية فارقة، استدعت رفع مستوى التنسيق  بين القيادة السورية وحلفائها إلى أعلى المستويات،  فقد شهدت دمشق خلال الأسبوع الجاري اجتماعاً رفيع المستوى ضمّ وزير الدفاع السوري العماد "علي عبد الله أيوب"، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء "محمد باقري"، ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن "عثمان الغانمي"، تلى ذلك زيارة قام بها وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" بتكليف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فما الذي تقبل عليه الساحة السورية من تطورات ميدانية، استدعت تلك الزيارات؟ لمعرفة ذلك سألنا الخبير الاستراتيجي "أحمد الحاج علي".

اعتبر "الحاج علي" أن زيارتي رئيسي الأركان الإيراني والعراقي ووزير الدفاع الروسي لدمشق، أهم حدثين ليس على مستوى الاقليم فقط بل حتى على المستوى العالمي، كون رؤساء الأركان يمثلون القيادات الميدانية الأكبر وبالتالي لقاؤهم مع وزير الدفاع السوري، ومن ثم استقبال الرئيس الأسد لوزير الدفاع الروسي بعد يوم واحد فقط، وهو الرجل الذي يتميز منصبه بأهمية عسكرية وسياسية، وما قيل من تصريحات إثر اللقائين سواء على لسان الرئيس الأسد، أو في المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الدفاع السوري برئيسي الأركان الإيراني والعراقي، جميع ذلك يحمل معاني وإشارات واضحة نحو عمل عسكري قريب، رغم أن المسؤولين بطبيعة الحال، لا يمكنهم الإفصاح عن تفاصيل ذلك لضرورات السرية العسكرية، ويرى العلي أن المؤشرات تنبؤ بعملية عسكرية في ادلب باتت على الأبواب، إذ لم يعد هناك متسع للمناورة والمراوغة التي اعتاد أردوغان ممارستها بشان ملف الجماعات المتطرفة في منطقة شمال غرب سوريا.

وتوقع "الحاج علي" أن ينتهي الحال في شمال سوريا إلى العودة إلى اتفاق أضنة، الذي سينظم في المستقبل العلاقة بين سوريا وتركيا، مما سيفسح المجال أمام منطقة آمنة على طرفي الحدود بمدى 2 كم فقط، وليس المنطقة الآمنة الموسعة داخل الأراضي السورية بعمق 30-50 كم التي حلم بها الرئيس التركي، فالموقف التركي سيرضخ في النهاية لحقائق القوة على الأرض السورية، مهما طال أمد مناورات أردوغان و لعبه على الوقت لتأجيل ما استحق عليه من التزامات، تجاه علاقته بالمنظمات المتطرفة، وعلى رأسها جبهة النصرة، والتي اعتدنا على موقف تركي مزدوج منها، يشبه علاقة  الولايات المتحدة بتنظيم داعش «موقف مناهض في العلن وداعم من تحت الطاولة».

كما رأى أن التحول في الموقف التركي قد يحتاج إلى لقاء أو أكثر في سوتشي أو غيرها، لكنه في النهاية آت لا محالة، وهو تحول رغم أنه سيفاجئ الكثيرين، لكنه متوقع بالنسبة للمطلعين على بواطن الأمور، حيث يرى الجانب الروسي أن أسلوب الخطوة-خطوة مع الجانب التركي هو الأسلوب الأنجع في الظروف الحالية، مع الالتزام بإيصال الموقف التركي إلى ما تعلنه روسيا من ثوابت المحافظة على وحدة سوريا، وسيادتها على كامل أرضها.

كما أن المجريات تشير بحسب "الحاج علي" إلى أن ضغوطاً ستمارس قريباً على جماعة "قسد" في منطقة شرق الفرات، بهدف دفعها للإسراع في الحل السلمي مع دمشق، وهو السيناريو الذي يرجح كفته، مع وجود معلومات عن تسارع قريب في عملية انسحاب ما تبقى من القوات الأمريكية في شرق الفرات، حيث سيؤدي ذلك حكماً إلى تغلب الجناح الذي يفضل الانتماء للوطن السوري ضمن قيادات "قسد" على الجناح الذي يغلب انتماءه الاثني.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: