صلاح يخرج عن صمته
لعل أبرز الأسباب التي ساعدت في نجاح النجم المصري "محمد صلاح" هي أخلاقه التي حافظ عليها، وتواضعه في الحديث عن نفسه بعد تتويجه بأفضل لاعب في القارة السمراء في السنتين الماضيتين وتربعه على عرش البريميرليغ أقوى دوريات أوروبا، لكن دوره الكبير مع ليفربول جعل منه مادة إعلامية عند كبار المحللين والصحفيين.
وعملاً بشعار "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب" بدأ "صلاح" تصريحاته رداً على براثن الصحافة التي تطاله عقب كل لقاءٍ لا يسجل فيه، حيث صنفته كبرى الصحف الإنجليزية "the sun" بأنه ثاني أكثر لاعب فقاعة في الدوري هذا الموسم بعد الفرنسي "بول بوغبا" نجم اليونايتد"، نظراً لتراجع مستواه في الشهر المنصرم.
والبارحة أتيحت الفرصة للنجم المصري عبر الـ"سكاي سبورت" عندما استغل سؤال "جيمي كارجر" حول أداء ليفربول بشكل عام، قائلاً: "هناك بعض اللاعبين يملكون نفس عدد الأهداف ويقولون أنهم يخوضون الموسم الأفضل في حياتهم".
وبحكم خسارته لترتيب الهدافين أضاف: "أن "أجويرو" يتفوق عليه بفارق هدفين فقط ومع ذلك هو واحد من أفضل المواسم في تاريخه"، ومن الطبيعي أن تثير تصريحاته القلق عند عشاقه عامةً وليفربول خاصةً، بحكم عدم خبرته في التعامل مع مثل هذه المواقف نظراً لتصريحٍ سابق له قال فيه أنه لا يهتم بالإعلام، ولكن "صلاح" اليوم يبدي اهتمامه أكثر بمنصات التواصل الاجتماعي كمنبر للرد على من يهاجمه، وهذه مشكلة ليست بالسهلة للنجمٍ يحتاجه ليفربول من أجل حسم اللقب الغائب عنه منذ (30) عاماً ومنتخب مصر الطامح لعودة مجده القاري من بوابة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها بلاد الفراعنة.
فالبرغم من عدم تسجيله أمام كبار الإنجليز وصيامه عن التهديف طيلة الشهر الماضي، إلا أن تأثيره في الملعب كفيلاً لهز دفاعات الخصوم وتغيير تكتيك المدربين بما يساهم في إيقاف أحد أسرع لاعبي العالم، وخير دليلٍ على ذلك مساهمته البارحة بهدف الفوز على توتنهام في قمة الجولة الـ(32)، فمن الجيد ظهوره بدور المنقذ في مثل هذه المناسبات التي تساهم بشكلٍ كبير في حسم اللقب للريدز الساعي لفك عقدة النحس وكسب الرهان أمام أبناء "غوارديولا" الطامحين في تأكيد ريادتهم في الكرة الإنجليزية.
فهل ينجح "صلاح" في التركيز على دوره في الملعب دون الالتفات لوسائل الإعلام، وتجاوز المشاكل المحلية التي واجهها في قطاع الإعلان واستخدام اسمه لغايات سياسية، أم أن الضغوط ستحد من طموح النجم العربي ؟
المصدر: خاص
شارك المقال: