Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هبة تحرج دعاة "الاستئلال" في لبنان

هبة  تحرج دعاة "الاستئلال" في لبنان

فارس الجيرودي

في مستهل زيارته التي تزامنت مع ولادة الحكومة اللبنانية، أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي "ديفيد هيل" أن واشنطن مهتمة بما وصفه بـ«نوعية الحكومة الجديدة».

لو أن مسؤولاً سورياً أو إيرانياً أدليا بما يشبه تصريح مساعد وزير الخارجية الأمريكي، فيما يخص السياسة الداخلية البنان، أو بما هو أقل من ذلك التصريح، مما يمكن أن يشتم منه رائحة التدخل في شؤون لبنان، لربما كنا شهدنا سيناريو تظاهراتٍ تشغل ساحات بيروت لأيام، ينظمها التيار الذي يتخذ من شعارات «السيادة والاستقلال» ذريعةً لتحويل الوطن اللبناني إلى منصة أمريكية-خليجية لإطلاق النار على الجار السوري، رغم ما ينص عليه اتفاق الطائف «دستور لبنان» من علاقات مميزة مع سوريا.

أمس ومع زيارة وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" لبيروت، عرض الوزير الإيراني مجدداً تزويد بلاده للجيش اللبناني بالسلاح الكفيل بمنع الطيران الإسرائيلي من انتهاك الأجواء اللبنانية، مؤكداً أن إيران لا تطلب أي شروط سياسية أو مالية مقابل العرض، وبدلاً من أن يلقى التصريح الإيراني «كما هو مفترض منطقياً» الترحيب من تيار 14 آذار الذي لا يفتأ يدعو إلى مبدأ حصر السلاح بالجيش البناني ومنحه وحده حق الدفاع عن الوطن، صرحت مصادر وزارية محسوبة على رئيس الحكومة سعد الحريري لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، بأن الحكومة سترفض العرض، مبرراً ذلك بوقوعه تحت بند العقوبات على إيران، وخوفاً من تبعات تصنيف لبنان ضمن المحور الإيراني، حسب تصريح المصدر الوزاري اللبناني للصحيفة السعودية.

لكن الهبة العسكرية الإيرانية ليست العرض الأول الذي يرفضه الـ14 آذاريون، لتسليح جيش بلادهم، فقبل قرابة الشهرين، عرضت روسيا تسليح لبنان مجاناً بـ10 طائرات مقاتلة حديثة من طراز "ميغ — 29"  بالإضافة إلى 400 دبابة من طراز "ت-72" وهي من أهم الدبابات التي ما زالت تعمل في الجيش الروسي نفسه، مع 40 طائرة "ميغ-8" وهي طوافات عسكرية قادرة على نقل الجنود وإطلاق الصواريخ ضد مسلحين منتشرين على الأرض، مما كان سيشكل نقلة نوعية في تسليح الجيش اللبناني الذي ما زال يعتمد على أسلحة من حقبة الخمسينات، وأخرى منحه إياها الجيش السوري أثناء وجوده في لبنان، بالإضافة لسيارات الهمر الأمريكية المستعملة التي تزوده واشنطن بها، وقتها صرح مصدر لبناني مسؤول لوكالة "رويترز" بأن «لبنان يرفض المنحة الروسية لأنه لا يحتاجها»، فيما أفادت معلومات متسربة بوجود ضغوط غربية منعت القبول بالعرض الروسي.

كما تم رفض مساعدات إيرانية أخرى تتعلق باقامة محطات لتوليد الكهرباء، وهي القطاع الذي يعاني مشاكل مزمنة لم تجد الحكومات المتعاقبة منذ انتهت الحرب الأهلية اللبنانية قبل 20 عاماً حلاً لها.

وفي وقت يعاني فيه اللبنانيون من نتائج الحرب السورية أمنياً واقتصادياً، لم يمنع شعار "النأي بالنفس" الذي رفعه الآذاريون، مساهمتهم الوقحة في تأجيج نار تلك الحرب في بداياتها، حيث كانت سفن فتح الله واحد وفتح الله اثنين، تفرغ شحناتها من السلاح في موانئ طرابلس، قبل نقلها إلى مسلحي حمص،  وكانت حفاضات "عقاب صقر" تتدفق من معبر باب الهوى على الجماعات التي تقاتل الجيش السوري في شمال البلاد، لكن وبذريعة هذا الشعار مطلوب من اللبنانيين اليوم أن يقبلوا ببقاء أجواء وطنهم مستباحةً من الطيران الإسرائيلي، وبتحمل أكلاف شراء الكهرباء من مافيات المولدات الخاصة.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: