Tuesday October 8, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"الترامبيين البيض".. المصدر الرئيسي لتتطرف والعنف؟

"الترامبيين البيض".. المصدر الرئيسي لتتطرف والعنف؟

تجلت أمس معالم العنف، حين اقتحم متظاهرون من أنصار ترامب لمبنى الكونغرس الأمريكي، ما يبدو أنه تتويجاً لفترة رئاسية شهدت زيادة مطردة في "الترامبية" والقومية البيضاء والشعوبية والعنف المناهض للديمقراطية، وتحريضاً مباشراً من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب. 

وسبق أن أصدر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي " كريستوفر راي" في شباط الماضي، تحذيراً مباشراً للكونغرس  من أنَّ «المتطرفين العنيفين ذوي الدوافع العنصرية والعرقية أصبحوا المصدر الرئيسي للتهديدات الإرهابية المحلية وجرائم القتل».

هذه المخاوف تفاقمت مع مرور عام 2020 بسبب تزامن الوباء مع الأفعال الفجة لدونالد ترامب، الذي استغل القلق العام بشأن القوانين الخاصة بارتداء الأقنعة وعمليات الإغلاق الخاصة كورونا لإثارة "جنون" قاعدة مؤيديه، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية.

وصاح ترامب في نيسان، «حرروا ميشيغان»، بعدما فرضت حاكمة الولاية، الديمقراطية غريتشين روبين، أوامر ببقاء المواطنين في منازلهم لمواجهة الارتفاع الحاد في معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد. إلا أن أتباعه استجابوا باقتحام "شغب"، حيث حملوا شعار ترامب، وبنادق نصف آلية واقتحموا مبنى الكونغرس في لانسينغ، عاصمة ولاية ميشيغان، في مشاهد تبدو الآن وكأنها كانت اختباراً مصغراً للفوضى التي اندلعت الأربعاء في واشنطن العاصمة.

يأتي ذلك أيضاً عندما اندلعت احتجاجات "حياة السود مهمة" في جميع أنحاء الولايات المتحدة في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في أيار الماضي، حينها حوَّلت الجماعات المتطرفة انتباهها في هذا الاتجاه. تلا ذلك احتجاجات مضادة، بلغت ذروتها في بعض الحالات بإراقة الدماء.

وفي آب، قُتِل اثنان من المتظاهرين وأصيب ثالث على يد كايل ريتنهاوس، البالغ من العمر 17 عاماً، والذي رد على نداء للاقتصاص نُشِر على فيسبوك، وذهب إلى كينوشا بولاية ويسكونسن، وهو يحمل بندقية من طراز "إيه آر-15". ولم يمضِ كثيرٌ من الوقت حتى أصبح المراهق، المتهم بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، نجماً في وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، بينما لم يستطع ترامب حمل نفسه على إدانة عمليات القتل.

واستمر هذا النمط من الترامبية والتغاضي الضمني عن صعود التطرف والعنف اليميني بسهولة حتى موسم انتخابات 2020. واستئنافاً لما قاله ترامب في عام 2017 من أنَّ هناك "أشخاصاً طيبين للغاية على كلا الجانبين" عن مسيرة شارلوتسفيل التي نظمها القوميون البيض، والتي انتهت بمقتل شخص واحد وإصابة 19 آخرين، لم تصدر عن الرئيس الأمريكي أية إدانة للمنظمة الفاشية الجديدة Proud Boys، خلال مناظرته الرئاسية مع جو بايدن في سبتمبر/أيلول.

ليتحول خطاب ترامب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية إلى التركيز على خطابه التحريضي من القضايا المتعلقة بالوباء إلى ادعائه الذي لا أساس له بأنَّ فترة ولايته الثانية في البيت الأبيض قد سُرِقَت منه. وحتى قبل يوم الانتخابات، أشار إلى أنه قد لا يقبل نتائج الفرز، وهو الموقف الذي ظل متشبثاً به حتى أثناء محاولة مثيري الشغب المسلحين اقتحام غرفة مجلس النواب يوم الأربعاء، 6 يناير/كانون الثاني.

وفي عرض للدعوة والرد، صار مألوفاً الآن، استجاب مؤيدو ترامب والجماعات المتعصبة من تيار اليمين المتطرف لهجمات الرئيس التي تزداد حدة على مسؤولي الانتخابات في الولايات المتأرجحة الرئيسية. واندلعت احتجاجات مسلحة خلال فرز نتائج الانتخابات الرئاسية في ولايتي أريزونا وميشيغان.

هذا الأمر أدى إلى تبلور الانقسام الداخلي بين الأمريكيين، بين أكثر من نصف الأمريكيين الذين انتخبوا بايدن، وأنصار ترامب المتطرفين المناهضين لبايدن، فمن الواضح أن باديدن سيكون أمام مهمة صعبة لمعالجة الانقسام الحاد بين الأمريكيين.

 

 

 

 

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: