الرقة.. هِبات بالعملة الصعبة.. وخدمات سيئة و مُعدَمَة
عمار الشبلي
بدأت تطفو على وسائل التواصل الاجتماعي معاناة أهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا "قسد" في الوقت الذي تستجر فيه الأخيرة وتستدر أموال العديد من "المنظمات الإنسانية" العاملة في تلك المناطق.
ونشر قصر "الإليزيه الفرنسي" في نيسان 2019 بيان حول لقاء "قسد - ماكرون" جاء فيه أن «الرئيس الفرنسي عبّر عن الاهتمام الخاص الذي توليه "فرنسا" لتأمين استقرار منطقة شمال شرقي سوريا، معلنا عن دعم مالي، لتغطية الضرورات الإنسانية ولتأمين استقرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمدن في سوريا».
كما أعلنت السعودية في آب 2018 تقديم 100 مليون دولار لصالح مناطق سيطرة "قسد" المدعومة من "التحالف الدولي" شمال شرق سوريا.
إضافة لسيطرة الميليشيا المذكورة على عدد من حقول النفط السورية التي يزيد انتاجها اليومي على 100 ألف برميل يومياً.
نحو 37 جمعية ومنظمة عاملة في الرقة و أريافها تتلقى دعم مالي لا محدود من دول و كيانات غربية بحجة" إعادة الإعمار" إضافة للدعم، وحوالي نصف مليار دولار حجم الدعم المُعلن لـ" قسد" مباشرة ونصف المبلغ يأتي عن طريق "المنظمات"، وما زال الركام يمنع عودة نحو 60 بالمئة من سكان المدينة.
أحد الناشطين من داخل مدينة الرقة نشر عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" صوراً تُظهر مياه الصرف الصحي تُشكل مستنقعات آسنة داخل شوارع المدينة، بينما اشتكى أهالي قرية "البورجب" (غرب الرقة 20كم) من انقطاع مياه الشرب منذ سنوات.
هاشتاغ "حي البندقية" أطلقته إحدى الصفحات من داخل الرقة كتسمية لـ "حي الدرعية" الواقع في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، لتسليط الضوء على غرق الحي بمياه الأمطار في فصل الشتاء ومياه الصرف الصحي في الصيف في الوقت الذي صُرف فيه نصف مليون دولار على الصرف الصحي بالحي "حسب الصفحة"، والتي ذهب ببطون مسؤولي ماتسمى "بلدية الشعب بالرقة".
الصفحة ذاتها نشرت صورتين لمدرسة "خالد بن الوليد" إحداهما كانت قبل الحرب و الثانية تُظهرها رُكام بعدها، مع تساؤل عن العلم و التربية، وإشارة استفهام عن من يدير العملية التربوية في الرقة، في إشارة لما يسمى"وزير التربية" لدى "قسد" والحاصل على شهادة التعليم الأساسي فقط.
فيديو آخر قادم من "حي المشلب" في الجهة الشرقية لمحافظة "الرقة" وتظهر فيه عدد من النسوة يعيدن إعمار بيوتهن بمواطن طينية مع تساؤل عن "مصاري" إعادة الإعمار التي استدرتها "قسد" من الدول و المنظمات.
مصادر محلية من مدينة الرقة قالت لـ"جريدتنا" «مشاكل بالجملة يعاني منها المواطنين، تبدأ بمياه الشرب ولا تنتهي عند الأدوية المنتشرة منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر مروراً بالأوبئة والأمراض المنتشرة بكثرة».
وأضافت المصادر «بسبب غياب الرقابة كثرت حوادث الأخطاء الطبية الناجمة عن الاستهتار وممارسة المهنة من قبل أشخاص لا يحملون إجازات في الطب، وأغلبهم ممرضين أو حاصلين على شهادات من دول أخرى لم يخضع حاملوها للفحص الوطني».
وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" من انعدام الأمن وانتشار الجريمة، وتعاطي المخدرات و"الحشيش" الذي بدأت تنتشر زراعته في أرياف "الرقة" و"الحسكة"، إضافة لسوء الخدمات والمقومات الأساسية للحياة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: