دمشق تعيد افتتاح مقام هابيل
تزامناً مع عودة الأمان للعاصمة السورية، واقتراب الحرب الشرسة التي شهدتها سوريا من نهاياتها، أعادت السلطات السورية افتتاح مقام النبي "هابيل"، أو ما يسمى "مغارة الدم"، وهو مزار يقع بالقرب من قمة الأربعين إحدى قمم جبل قاسيون المطل على دمشق، وتقول الروايات الشعبية إنه مدفن أول ضحية لجريمة قتل إنسانٍ لأخيه الإنسان.
حيث ربطت الروايات المتناقلة عبر العصور بين مغارة الدم وقصة أول جريمة في التاريخ، ألا وهي قصة مقتل هابيل على يد أخيه الأكبر قابيل وهما ولدا آدم عليه السلام، ولم يأت هذا الربط بعد الإسلام بل كان ملازماً للمغارة من عصور سابقة له، فقد كانت في السابق معبداً وثنياً، ثم تحولت إلى كنيسة، إلى أن دخل الإسلام دمشق فأصبح للمغارة مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين مرتبطة بما ورد في القرآن الكريم من قصة ابني النبي آدم.
ومختصر الرواية أن قابيل وهابيل أرادا تقديم قربانٍ لربهما، فتقبل الله تعالى من هابيل ولم يتقبل من قابيل الذي غاظه تقبل ربه من أخيه، ووسوس الشيطان له قتل أخيه والخلاص منه، ففعل ذلك ثم هام بجثة أخيه فترة من الزمن، حتى أرسل له الله تعالى غرابين قتل أحدهما الآخر ودفنه فقام بدفن أخيه على نفس الشاكلة.
أما الروايات التي ارتبطت بهذه القصة فهي أن مكان القتل كان على سفح جبل قاسيون بدمشق، فعندما تمت الجريمة سال دم هابيل على صخر الجبل فشربت الأرض هذا الدم فلعنها آدم فحرم الله على الأرض أن تشرب دماً بعد هذا الدم، ثم فتح الجبل فمه من هول الحادثة ويقال فتح الجبل فمه ليبتلع القاتل، وبكى الجبل حزناً على هابيل، وسار القاتل بجثة أخيه أياماً حتى أرسل الله له الغرابين فتعلم منهما الدفن وقام بدفن أخيه على سفح الجبل.
و قيل أن نبياً أو أربعين نبياً لجؤوا إلى مغارة الدم هرباً من ظلم أحد الملوك، وما أن داهمهم الخطر في المغارة حتى شقَّ الله الجبل ويسر لهم طريق الخروج من الطرف الأخر، فخرجوا تاركين من خلفهم روائح المسك والعنبر التي بقيت في الصخر.
فيما شيد المقام أواخر القرن السادس عشر، وكان المقام مقصداً لحوالي 300 زائر ديني يومياً قبل الحرب على سوريا.
وعلق إمام المقام "محمد خلف محمد" بأن «المقام موقع أثري هام بحاجة للترميم، خصوصاً الدرج المؤدي إلى المقام، والمكون من 600 درجة، كما يجب إعادة تزويده بالكهرباء»، وأشار خلف إلى أن عدد زوار المقام عاد للازدياد بعد نهاية الصراع في محيط العاصمة.
يذكر أن هذا المقام ليس الوحيد في سوريا الذي تشير الروايات التاريخية إلى أنه مكان دفن النبي هابيل، فعلى بعد خمسين كيلومتراً من العاصمة دمشق، في منطقة الزبداني تحديداً، يوجد مقام آخر للنبي هابيل تحت إشراف الوقف الدرزي، ويستقبل المقام آلاف الزيارات من الموحدين الدروز من سوريا ولبنان، كما زارته وفود من دروز فلسطين في مناسبات عديدة.
بواسطة :
شارك المقال: